الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا بالوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة. البطاقة «الحمراء» أشهرها في وجه كل «رافض» لنشر ثقافة الحوار التقليعات الغريبة ظاهرة تستحق الدراسة الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد، وضيفنا اليوم هو الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن محمد السميح عميد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. * ألا ترى بأن التعصب في مختلف المجالات بما فيها التعصب الرياضي؛ يجب أن يندرج ضمن أهداف حوار الحضارات، وتحت قبة اجتماعات المركز التوعوية؟ - بالفعل التعصب ظاهرة ممقوتة غير مرغوب فيها في كل المجالات، ولذلك من أهم أهداف المركز العناية بقضايا الشباب ومشكلاتهم والتأصيل لثقافة الحوار في المجتمع بمختلف شرائحه للتربية على التفاهم والتعايش. * من أهداف المركز لديكم بحث مشكلات الشباب والسعي لمعالجتها، ألم تضعوا في خططكم التواصل مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتحقيق جزء من ذلك الهدف على الأقل؟. - التنسيق والتكامل مع كافة أجهزة الدولة العامة والخاصة على أشده، ومن ضمن تلك المؤسسات الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكذلك الأندية الرياضية التي تهتم بالمجالات الثقافة والاجتماعية والرياضية، بهذا الترتيب وليس العكس. * إذا كان من أهداف المركز أيضاً التعريف بحقوق المرأة فهل توافق على فكرة إمكانية مزاولة الفتيات للرياضة في مدارسهن بشروط لا تتنافى مع تعاليم الدين؟. - ممارسة الرياضة للفتيات مطلب صحي ونفسي وفقا لضوابط لا تتنافي مع التعاليم الدينية السمحة. * الظواهر والتقليعات الغريبة التي بدأت تكثر في مجتمعنا وتحديداً بين اللاعبين السعوديين هل تدخل دراستها ضمن نطاق عملكم؟. - نعم، هي تدخل ضمن وحدة بحوث قضايا الشباب، ومن أهم قضايا الشباب في الوقت الحاضر الظواهر السلبية التي تظهر على بعض الشباب المتأثرين سلبيا ببعض الفنانين واللاعبين الذين تكثر لديهم الظواهر السلبيات والتقليعات الغريبة على مجتمعنا وشبابنا. * إلا ترى أن على اللاعبين السعوديين وخاصة الدوليين منهم مهمة إبراز عظمة الإسلام من خلال دراسات مقننة يمدون بها؛ وبالتالي يكسبونها زملاؤهم اللاعبين المحترفين الأجانب وحتى جماهيرهم وربما من يواجهون من الفرق الأجنبية سواء مع منتخباتهم أو حتى مع أنديتهم؟. - هذا صحيح! فعظمة الإسلام في تعامله مع المستجدات العالمية وفي نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش السلمي معروفة ويتم تطبيقها وممارستها من قبل بعض اللاعبين، ومن خلال تعاملهم مع نظرائهم المحترفين الأجانب تصل الرسالة الأسمى في نشر الدين الإسلامي والتعريف به بصورة عملية تطبيقية سليمة. * كيف تقرأ الرسائل السامية التي تقدمها الجماهير والأندية من خلال اللوحات في المدرجات أو الإعلانات على قمصان اللاعبين وغيره مثل التنديد بالإرهاب وغيره؟. - تعامل يشكرون عليه، ورسالة يستفيد منها المجتمع بجميع شرائحه خاصة صغار السن. * هل فكرتم ببث رسائل المركز المباشرة وغير المباشرة عبر شبكات الأندية العنكبوتية "المواقع الاليكترونية" وهي التي تغلب نسبة الشباب وبشكل كبير على مرتاديها ؟. - ذلك من ضمن خطتنا المستقبلية التي نؤمل أن تتحقق قريبا إن شاء الله. * متى نشاهد مسؤولي الأندية وممثلي مركز الملك عبدالله يعقدون اجتماعات متواصلة من اجل تحقيق هدف واحد؟. - قريبا إن شاء الله وذلك خدمة لشباب هذا الوطن المعطاء. * أيهما أقرب لطبيعة عملكم في المركز خط الهجوم في كرة القدم أم خط الدفاع ؟. - خط الوسط الإسلامي الذي أمرنا بجعله منهجا دائما لنا جميعا. * هل توافقني الرأي بأن أسرع وسيلة لإيصال أي رسالة كانت هي الرياضة دون غيرها وخاصة إذا كانت الرسالة موجهة للشباب؟. -ربما! * لماذا يطلق البعض مسمى الجلد المنفوخ على كرة القدم "استخفافا"ً بها ثم لا يلبث أن يطلق نيرانه في كل اتجاه بعد أي خسارة منتخب؟. - ربما له عذره؛ فالوطن غال على الجميع، وكل يعبر عن حبه لوطنه بطريقته التي يراها مناسبة! * أثبتت الأرقام والإحصائيات انخفاض الحوادث المرورية بدرجة كبيرة بعد تطبيق نظام "ساهر" هل تقترح نظام (مشابه) لحل مشكلة التعصب الرياضي؟. - يكفي ساهر واحد، والتعصب يعالج بالتربية الصحيحة على تقبل سماع الآراء الأخرى والتفاهم والنقاش حولها. * إلى متى ومنتخباتنا ترزح تحت "فكر إدارة الأزمات" ولماذا تحدث الأزمات أصلاً؟. - ربما بسبب أزمة الإدارة وليس إدارة الأزمة! * لو تلقيت دعوة لحضور نهائي كأس العالم، هل ستحضر أم ستجير التذكرة لشخص آخر ومن هو؟. - أحتاج بعض الوقت للتفكير لاتخاذ القرار المناسب. * متى كانت آخر زيارة لم للملاعب؟. - قديما جدا! * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟. - الرافض لنشر ثقافة الحوار. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟. - الرياضي المتعصب. * ومن يستحق الميدالية الذهبية في نظرك؟ - المبادر بنشر ثقافة الحوار والتفاهم والتعاون. * لو قيض لك أن تعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟. - أبوابها كثيرة وعديدة، وسأحتار ثم أكيد سأختار أحدها. * وهل ترى أن الرياضة ثقافة وان كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟. - هي ثقافة إذا نميت وتم التعامل معها بالطريقة المناسبة تؤدي إلى إرساء حضارة قيمة. * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق؟ ولماذا؟. - بلا شك أن هدفها سام ولذلك فهي تجمع، وإن فرقت فلا خير فيها، ولن تكون معول بناء ثقافي وحضاري. * لو عيناك مدرباً "وطلبنا منك تشكيل منتخب رياضي يتمثل فيه ابرز الشخصيات الاكاديمية" فمن ستختار لتمثيل هذا المنتخب؟. - القائمة طويلة جدا ولذلك يصعب الاختيار. * بصراحة أي "الألوان" تراه سائداً في منزلك؟. - كل ألوان الطيف. * ولأي من الأندية تدين الغلبة فيه؟. - القمر جميل في كل أحواله.