لعل من أكبر العقبات التي يواجهها كل من يعشق قراءة الكتب واقتنائها هي جوابه على سؤال أو أسئلة لابد أن تخطر بباله حال استعداده لقراءة أي كتاب، وهذا السؤال هو كيف سأقرأ هذا الكتاب وقبل كل شيء يجب أن انبه أن مقولة الكتاب يقرأ من عنوانه هي مقولة صحيحة غالبا، فعناوين الكتب هي الملخص الكلي الجامع المانع لمحتوى الكتاب ووضع مثل هذه العناوين فن صعب ادراكه إلا نادراً علما أن فن وضع العناوين في تراثنا اتخذ أشكالا عدة. فحينما صنف الصولي كتابه (الأوراق) في تراجم شعراء عصره وكان يترجم للشعراء بعدة اوراق، وحسب ما تيسر له من روايات، فقام إبن الجراح بوضع كتاب الورقة، والذي اشترط فيه أن لا يترجم لأي شاعر بأكثر من ورقة، وهكذا وصل لنا كتاب ابن الجراح كاملا بسبب صغر حجمه في مجلد واحد، وتفرق وضاع كتاب الصولي بسبب كبر حجمه! ولم يصل لنا منه إلا مجلدين أو ثلاث، إن أحجام الكتب قد تكون سببا في ضياعها ،وقد سمعنا عن كتب وصل عدد مجلداتها الى الثمانين مجلدا، أو اكثر ولم يصل لنا منه إلا مجلدين تقريبا ككتاب الفنون لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي وغيره ممن كتبو المطولات.