عاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، بعد ليل من التوتر الأمني شهده المخيم بدأ بإلقاء قنبلة على منزل مسؤول لحركة «فتح» وانتهى باشتباكات محدودة بين عناصر من «فتح» من جهة وآخرين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من جهة ثانية، وبحصيلة ثلاثة جرحى. ففي تطور أمني فوجئ شهد مخيم عين الحلوة فجر أمس اشتباكات محدودة بين عناصر من حركة «فتح» وآخرين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تركزت في شكل أساسي في الشارع الممتد من نادي الجبهة الشعبية، حيث مقر الجبهة ومستشفى «النداء الإنساني» التابع لها في الجهة الجنوبية للمخيم، وحتى مقر وحدة المسؤول العسكري في «فتح» الحاج طلال في الشارع الفوقاني للمخيم، واستخدمت في هذه الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، وأسفرت عن سقوط جريحين، أحدهما من الجبهة الشعبية والجريمة الثانية هي زوجة مسؤول في «فتح» وتدعى سحر السعدي. ووفقاً لمصادر فلسطينية مطلعة فإن الاشتباكات اندلعت على خلفية اشكال وقع ليلاً بين عدد من الأشخاص في حي حفوري، حين أقدم أحدهم على إلقاء قنبلة يدوية على منزل المسؤولة في حركة «فتح» محمد عبدالحميد عيسى المعروف باسم «اللينو». حيث أدى انفجارها إلى اصابة عمه غسان عيسى بجروح متوسطة. وشهد الحي نفسه على الأثر توتراً واستنفاراً لعناصر «فتح» التي سيرت دوريات في عدد من الشوارع المحيطة، لكن الأمر ما لبث أن تطور بعد أن حاول مسلحون الدخول إلى مستشفى «النداء الإنساني» التابع للجبهة الشعبية والقريب من المكان، حيث جرى منعهم من قبل عناصر الجبهة، ثم جرى تبادل لاطلاق النار، اتسع بشكل تدريجي إلى اشتباكات محدودة استدعى تحركا سريعاً للجنة المنبثقة عن القوى الفلسطينية، والتي سارعت إلى الانعقاد فجرا وعادت واجتمعت صباحا. وعلم ان اللجنة الأمنية الفلسطينية وبتوجيه من لجنة المتابعة تمكنت من توقيف المتسبب في الاشكال الليلي الذي ألقى القنبلة على منزل مسؤول «فتح» والموقوف هو الفلسطيني جمال الخطيب، وان اللجنة باشرت التحقيق معه لمعرفة دوافعه وما إذا كان قام بذلك بإيعاز من أحد أو جهة معينة. وأكد أمين سر اللجان الشعبية وعضو لجنة المتابعة عبد مقدح عودة الأمور إلى طبيعتها في مخيم عين الحلوة، مشدداً على مرجعية اللجنة، وعلى أن الأمن في عين الحلوة هو خط أحمر، ممنوع تجاوزه.. داعياً القوى إلى المزيد من ضبط النفس، تأكيداً على الوحدة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج.