رفضت دمشق مساء الاثنين مهمة التحقيق التي قررتها الاممالمتحدة حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا كما حددها الامين العام للامم المتحدة لجهة انتشار المحققين على كل الاراضي السورية، بحسب ما اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية. وقال المصدر في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "الامين العام طلب مهام اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل اراضي سوريا وهو ما يخالف الطلب السوري من الاممالمتحدة"، معتبرا ذلك "انتهاكا للسيادة السورية". واكد ان سوريا "لا يمكن ان تقبل مثل هذه المناورات من الامانة العامة للامم المتحدة "، واوضحت ان الطلب السوري الى الامين العام للامم المتحدة تضمن "ارسال بعثة فنية محايدة ونزيهة الى قرية خان العسل في محافظة حلب للتحقق مما جرى بعد تعرض القرية لهجوم بصاروخ يحتوي على مواد كيميائية سامة اطلقته المجموعات الارهابية". واشارت الى ان المشاورات "والرسائل المتبادلة" بين الطرفين السوري والدولي اشارت "لغاية الثالث من شهر نيسان/ابريل" الى "تحقيق تقدم ايجابي"، قبل ان يصل بان الى لاهاي ويطلب "مهاما اضافية". وكان الامين العام للمنظمة الدولية اعلن الاثنين من هولندا ان محققي الاممالمتحدة الذين سيكون عليهم تحديد ما اذا كان تم استخدام اسلحة كيميائية في سوريا "جاهزون" للانتشار في البلاد ، وقال على هامش افتتاح مؤتمر حول اتفاقية الاسلحة الكيميائية في لاهاي "بوسعي ان اعلن اليوم ان فريقا اول موجود بقبرص وهو في مراحل (الاستعداد) الاخيرة" للتوجه الى سوريا. وتقدمت السلطات السورية في 20 آذار/مارس بطلب رسمي من الاممالمتحدة لاجراء تحقيق غداة سقوط صاروخ في بلدة خان العسل في ريف حلب قالت انه يحمل مواد كيميائية، وقد تسبب بمقتل 15 شخصا. واتهمت المعارضة بدورها قوات النظام باطلاق الصاروخ المذكور وصواريخ غيره على ريف دمشق ، وطالبت بريطانيا وفرنسا الاممالمتحدة بالتحقيق في المعلومات التي تحدثت عن استخدام النظام اسلحة كيميائية. وقال بان ان "موقفي واضح: جميع المعلومات ستخضع لتحقيقات من دون تاخير ولا شروط مسبقة ولا استثناءات"، مشيرا الى انه ينتظر اذن السلطات السورية لبدء المهمة. ميدانيا ، قتل 15 شخصا واصيب 53 آخرون على الاقل بجروح جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة وقع أمس في وسط دمشق، في اكثر التفجيرات قربا من مركز العاصمة منذ بدء النزاع قبل اكثر من سنتين. وانفجرت السيارة قرابة الساعة 12,30 ظهرا في منطقة السبع بحرات في دمشق، قرب المصرف المركزي، في شارع متفرع من الساحة يؤدي الى ساحة الشهبندر، وافادت قناة "الاخبارية" السورية عن "حصيلة اولية" هي "اكثر من 15 قتيلا و53 جريحا"، مشيرا الى ان العملية ناتجة عن "تفجير انتحاري". واوضحت ان الانفجار وقع بالقرب من مدرسة البخاري، مشيرة الى وجود اطفال بين الضحايا. وبث التلفزيون السوري الرسمي صورا عن مكان الانفجار ظهرت فيه جثث مدماة على الارض، واخرى يقوم مسعفون بوضعها في اكياس، وسط دمار كبير وحرائق ودخان كثيف اسود. كما ظهر مسعفون ورجال امن ينقلون المصابين، بينما كان عدد من الاشخاص يحاولون انقاذ مصاب من داخل سيارة اجرة صفراء اللون. وتناثر في الطريق زجاج وحجارة. وظهرت نسوة يركضن في الشارع، وعدد كبير من الاشخاص يفرون من المكان وقد بدت عليهم الصدمة. فيما شوهد رجل يقوم بإطفاء سيارة لم يبق منها إلا الهيكل. وفي موضوع متصل ، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 70 شخصا قتلوا أمس الاثنين في حصيلة أولية بينهم نحو 40 من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. هذا وقد قتل عنصران من حزب الله اللبناني كانا يحاربان الى جانب قوات النظام السوري في منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر مصدر قريب من الحزب الشيعي في منطقة البقاع في شرق لبنان لوكالة فرانس برس الاثنين. آثار الدمار الذي خلفه الانفجار في دمشق. (ا.ف.ب)