ما عناية الأمم بتراثها المنحدر لها من تاريخها العريق والذي تفخر وتفاخر به الا تأكيد لهويتها وعمق تاريخها وامتداد جذورها العريقة وما انطلاقة فعاليات مهرجان الجنادرية الا تجسيد لدروس ماضي هذا الوطن العريق لأبنائه، وخاصة الأجيال الحديثة منه واعطائهم صوره شامله لثقافة هذا الوطن التي نمت وترعرعت في أحضان المبادئ الإسلامية مؤكدا على أهمية التراث والعمل بكل جهد لحمايتة ودحر كل المحاولات والتصدي لأي عابث به مقلل من شأنه أو لكل من يقوم بتشويه الوجه الحضاري المشرق لهذا للوطن. ان فعالية هذا المهرجان هي الرسالة الفكرية والأدبية والثقافية والدينية العريقة التي يبثها الى أبناء ومواطني هذا الوطن الغالي وكل من درج على ثراه فتاريخ هذا الوطن عظيم. وهذا الكيان عزيز على نفوسنا. سيصمد بمشيئة الله وسيندحر على أبواب حصونه كل عدو وباغ وكل عاق لتراب هذا الوطن فلن يجد منفذا يستطيع من خلاله بث سمومه أو محاولا طمس الحقائق في وطن العقيدة والتوحيد. فلحمة هذا الوطن لحمة قائمة على النهج القويم الذي أسس لها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. والذي سار على نهجه أبناؤه من بعده، واذا كان ملتقانا على ضفاف تراث الآباء والاجداد في مهرجان الجنادرية لهذا العام فإننا نحمد الله على وحدة هذا الكيان وعلى وحدة شعب نشأ على عقيدة التوحيد فما يجري في العالم اليوم من أحداث مفجعة ومؤلمة. تجعلنا نسجد للواحد الأحد على نعمة الأمن والأمان. واليوم ورحى الأيام تدور على كثير من بلاد العرب والمسلمين فإن الأصغاء لصوت الحق في كثير من الأمور يجعل أكثر رجال العلم والثقافة والفكر يتساءلون عن ما نعيشه اليوم من استقرار ورخاء ولحمة بنسيج متفرد، نقول ان هذا بفضل الله علينا وتمسكنا بالنهج القويم ووعي أبناء هذا الوطن المخلصين لدحر كل معتدٍ اثيم على وحدة هذا لوطن الغالي. دمت يا وطن الشموخ. دمت يا وطن العزة والايباء رغم أنف العابثين ودامت وحدة هذا الوطن حباً لك وحباً لثرائك الطاهر.