توّج 124 صوتا نيابيا (من أصل 128) تمام سلام رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة اللبنانية حاملة الرقم ال73، وقد أصدرت الدوائر الرسمية في رئاسة الجمهورية أمس مرسوم تكليف النائب سلام الذي نال إجماعا سياسيا لبنانيا غير مسبوق جعله يحصد تأييد مختلف القوى والكتل السياسية، ويحقق رقما قياسيا بين رؤساء الحكومة منذ عام 2005، ( باستثناء الرئيس فؤاد السنيورة الذي نال 126 صوتا عام 2008). وسيبدأ سلام استشاراته النيابية غداً الاثنين بعد الجولة التقليدية على رؤساء الحكومة السابقين. "كلّفني رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة وقبلت"، بهذه الكلمات خرج سلام من مكتب رئيس الجمهورية في "قصر بعبدا" مبشرا اللبنانيين بتكليفه، وسرعان ما انطلقت هيصة استثنائية عمّت أرجاء دارة "آل سلام" في المصيطبة التي غصّت بالبيروتيين واللبنانيين المتقاطرين لتهنئة رئيس الحكومة الجديد. ورأى سلام في بيان مختصر أن " هذا الإجماع يحمل إلى جانب الثقة مؤشرات من القوى السياسية على الرغبة في الانتقال إلى مرحلة الانفراج تعيد إلى الديمقراطية ضوءها والى المؤسسات الدستورية دورها والى المواطن الأمن والاستقرار". متعهدا العمل على "لقانون انتخابي يحقق عدالة التمثيل، يلتزم باتفاق الطائف والدستور والأصول الديمقراطية". مؤكدا أنه سيسعى إلى " تشكيل حكومة "المصلحة الوطنية". وفي أول تصريح له بعد تكليفه رسميا قال سلام ل"الرياض": "أتمنى أن يلقى التأليف الحكومي تسهيلا كما التكليف، ما ينعكس إيجابا على مشاكل البلد وقضايا الناس". وعن تركيبة الحكومة المقبلة أشار إلى " أن هذا الأمر يتوقف على الاستشارات التي سأجريها مع الكتل النيابية بدءا من يوم غد الاثنين بعدها نبحث في التفاصيل، لكن من الواضح بأن المهمة الرئيسية المنوطة بهذه الحكومة هي الإشراف على الانتخابات النيابية، وسيكون رئيسها وأعضاؤها غير مرشحين لنعبر بهذا الاستحقاق الديمقراطي والدستوري الكبير". وعن اعتبار فئة من اللبنانيين وتحديدا قوى 8 آذار بأن تكليفه يشكّل خسارة لها قال سلام:" لم يخسر أحد ولم يربح أحد، نريد أن يربح لبنان وهو الذي كان خسرانا، ونأمل أن تتوقف خسارته الآن وأن يشارك الجميع في مساعدته على النهوض فتسير اللعبة السياسية بشكل طبيعي ضمن نظام ديمقراطي وعمل طبيعي في المجلس النيابي لا خارج الإطار الديمقراطي ووسط شلل نيابي". ووجه الرئيس المكلّف عبر "الرياض" كلمة إلى المواطنين الخليجيين قائلا:" إن أولى مهمات هذه الحكومة ستكون الاهتمام بالأمن والاستقرار لإفساح المجال أمام عودة الرعايا العرب الأعزاء على قلوبنا ونحن نكنّ لهم معزّة خاصة لأن لدينا عندهم مكانة خاصة". ووجه كلمة الى المملكة العربية السعودية قائلا بأنها "راعية دائمة للوفاق ولوحدة لبنان، وهي مستمرة في ذلك ونحن نستمدّ من ذلك المزيد من القوّة". يذكر بأن النائبين العماد ميشال عون وسليمان فرنجية قاطعا الاستشارات في حين سمّت كتلة العماد عون سلام أسوة بفريق 8 آذار بعد ضغط من "حزب الله" الذي يتوقع حكومة توافقية مسلّما بانقلاب موازين القوى الداخلي. إلا أن الهواجس تبقى كبيرة في مرحلة التأليف التي تحوي مطبات وألغاما عدة وسط معلومات ل"الرياض" بأن " العماد ميشال عون رضخ لطلب "حزب الله" تسمية سلام بعد وعد قطع له بالحصول على الحقائب الوزارية التي يريدها وأبرزها حقيبتا الطاقة والاتصالات".