الحديث عن حاجة فريق الاتحاد لكرة القدم للتجديد، والبدء في اتخاذ خطوات جريئة بالاستغناء عن النجوم الذين أمضوا سنوات طويلة في الملاعب وخدموا فريقهم ومنتخبات بلادهم وتقدموا سنا فقل عطاؤهم لم يكن وليد هذا الموسم، ولا هو من اختراع إدارة محمد الفايز الجديدة، سمعنا وقرأنا وناقشنا منذ سنوات مستقبل الاتحاد، وكان هناك اتفاق على أنه فريق يشيخ معظم لاعبيه فقدوا وهجهم، ولم يعودوا كما كانوا؛ في وقت تتجرأ فيه الفرق المنافسة بالزَّج بالعناصر الشابة، التي ما تكاد تثبت تفوقها، وتتمسك بمراكزها وصولا للتواجد في تشكيل المنتخب الوطني. فريق الاتحاد قدم موسما هو الأضعف له منذ سنوات، فقد فرص الحصول على مركز متقدم منذ وقت مبكر بتطاير النقاط من هنا وهناك، والهزائم التي تلقاها من الصغار قبل الكبار بصورة أوحت بأن خللا وراء ما يعترضه من مشكلات، وجاءت الخسارة الأخيرة من الهلال في الدوري 24 لتقود الإدارة لاتخاذ قرارات قوية بإبعاد النجوم يتقدمهم القائد المخضرم محمد نور. علقت في مناسبات عدة على أهمية أن تكون الكلمة العليا في فرق الاتحاد للجهاز الفني وليس للنجوم، وكان رحيل عدد ممن دربوه قبل انتهاء عقودهم بسبب مشاكل معهم، كما هو الحال مع مانويل جوزيه، وكالديرون وكانيدا وغيرهم، وجاءت الهزيمة الأخيرة بعد أن كان الاتحاد متقدما لتدفع الإدارة لإعلان القرار، وإطلاق مبدأ التدرج في الإحلال الذي كان رئيس هيئة أعضاء الشرف السابق الأمير خالد بن فهد بن محمد أول المطالبين به، وهاهو القرار يصدر اليوم بحق نور وتكر والمنتشري وزايد. الإحلال أمر ضروري؛ لكن التغيير المفاجئ لعناصر عدة من النجوم في وقت واحد من الصعب أن تتقبله المجموعة الباقية، وتحدث هزة فنية لا تقل عما سيشعله الأثر المعنوي بتسريح النجوم، كثيرون قارنوا بين ما حدث للنصر قبل سنوات بعد هزيمته برباعية من الفيصلي وإبعاد عدد من اللاعبين آنذاك (الحارثي، ماطر، سيف، ماجد الدوسري، هادي شريفي) رغم أنهم لم يكونوا نجوما إلا أن إبعادهم دفعة واحدة، وقبل انتهاء الموسم كاد يقود الفريق للهبوط، التجديد مهم، ومنح الفرص للشباب ضروري والتدرج ديدن أندية العالم ومنتخباتها. محمد نور أسطورة الاتحاد، والنجم التاريخي الذي صنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب جماهير "العميد"، وأحبه كل من يعشق كرة القدم السعودية، ويتابع منافساتها، قائد فذّ من القلائل الذين سيحفظ التاريخ الرياضي أسماءهم، وهو الذي ارتبط بأغلى الإنجازات الاتحادية على الصعيدين المحلي والقاري، هو يعلم أنه لم يعد نور السابق، سيعلق حذاءه اليوم أو غدا، تمنيت فقط لو راعت إدارة الاتحاد خطورة إبعاد أسطورة محبوبة بهذه الطريقة، وتأجيل القرار حتى نهاية الموسم ليعلن هو بنفسه الاعتزال وتكريمه على ما قدمه، فمعاملة النجوم المخلصة بهذه الطريقة لها سلبيات عدة على معنويات من سيرتدي شعار "العميد" مستقبلا.