أرى الحيل من صرف الليالي باد ولي بفتكاري بالزمان مراد بدا القيل من هو شاطرٍ في مثايله بالصفح بالرسم المليح اسناد الى جن جنح الليل يا ذا لقيتني بطواري ما أحصي لهن اعداد ترى كل مخلوقٍ سوى الله زايل وكل الخصوم الماضيات تعاد وترى كلمةٍ ما تنفع الا بنيه كما ينتوي راع المحال أوراد افكرت والافكار تدني هواجسي والاعمار سملى والليال اجداد ارى صرف سلمى دامرٍ كل عامر ما خلفت من ساد أبوه وساد كم غيرت من ملك ناسٍ كانوا ودعت لهم عقب الجماع ابداد اشادت مباني لأجودٍ هو وحاتم قصور عزٍ بالبنا وتشاد وتزخرفت في وقت كسرا وقيصر لبست لهم تاجٍ جديد وباد عليهم رحى الدنيا تنقل مدارها ولا الزرع من عقب الوداع حصاد اجزم فلا يظهر من العيب سالم وله كل يومٍ شدةٍ وولاد اليوم لو تجلب على كل عاقل فلا عاد فيها بالمزيد ايزاد أرى الناس مختلفين الاطباع كلهم عمى الرأي له به من عناه سداد مثل الثعالب في مصالح نفوسهم وعلى الفانية مثل السباع تهاد ترى الناس مثل الماء قراح ومالح به النبت كرش وغلقة وعراد ترى الخلق بالاخلاق فيهم نوافل كذا الارض صبخ ودمثه وشداد وبالناس من يبدي لك النصح طاهر بعقلٍ وميز وهرجه بركاد تضنه الى حاكاك راعي موده وهو صابغٍ قلبه عليك سواد وبالناس ملاق الحكا بالمحاضر لسانه على اعراض الخلايق حاد هذورٍ ولا له صالح في هروجه وهو آخذٍ كثر الجدال اعناد وبالناس هراجٍ لسانه مهذب تمناه لك طيرٍ بيوم هداد رخي الأيادي لينٍ لك جنابه كريم ومنه امر الجميل ايفاد وبالناس من لاله مع الناس شبله على كده الحق القديم ايقاد وبالناس مبسوط ٍ على غير كلفه وغيره بها ما يهتني برقاد وبالناس نسايٍ سكوتٍ مغفل امريح وله رزقٍ عليه ايزاد ابداره والدنيا تجي له مطيعه وغيره بضنك وعيشةٍ بنكاد وبالناس من يركض نهاره وليله امشيحٍ بها ما يهتني بقعاد تلقاه جوعانٍ ورزقه هبابه ومن لايساعد ما ينال اسعاد ترى ابن مسلم قال بيتٍ بما مضى وهو كل من جاده زمانه جاد وانا اقول انه صادقٍ غير واهم وذا الوصف ما يوجد بكل ابلاد يقولون لي كل على ساس والده وانا أقول ذا علمٍ ماهوب وكاد لكن أرى الجودى مع الوجد همه كما السيف مايسقم بغير اغماد اروم المرامي والليالي تعوقني الى ناض صدري فالوروك اجماد ولالي بربع الدار صبرٍ على العما الى شفت من ضيم الليال احساد ولكن لي غوشٍ قليلين مكسب ولا عنهم اروس بالديار اقعاد بروا مهجتي وادعوا ضميري سبهلل مع الناس ورقادي على نكاد فلا ييئس العاقل والايام تنقضي كما قيل صياد الفهود ايصاد وصلوا على خير البريات احمد عدد ما سمر برقٍ وطار جراد مع الآل والاصحاب ما قلت مبتدى ارى الحيل في صرف الليالي باد الشاعر: هو إبراهيم بن عبدالله بن جعيثن ولد عام 1260ه في بلدة التويم في سدير ويعد من شعراء نجد البارزين، توفي عام 1362ه. دراسة النص: يبين الشاعر حالته بعد أن تقدم به العمر ووهن جسده فهو يخلو مع نفسه ليلاً يتفكر في أحوال الدنيا التي ازداد يقينا بأنها لا تدوم لأحد وان مصير الجميع الفناء ولا يبقى إلا وجه الله عز وجل، فالأيام والليالي متجددة بما تحتويه من مفاجآت وأقدار وبالتالي ما تعمره اليوم ستدمره غدا، ولو أنها لا تتغير لدامت لأبناء الملوك الأوائل، فقد أطاحت تقلبات الدنيا بممالك وأمم وشتتهم بعد اجتماع وقوة. ثم يضرب مثالاً بأجود بن زامل وحاتم الطائي وكسرا وقيصر فقد لبسوا ثياب العز والمجد ثم أفنتهم وكأن لم يكن أحد منهم مشبهاً إقبال الدنيا باخضرار الزرع الذي يعقبه الحصاد، والعاقل لا يقبل على الدنيا وليست هي همه، ليؤكد اختلاف الناس في طبائعهم وأخلاقهم وكل منهم مقتنع بنفسه حتى الجاهل الذي لا يميز الرأي السديد، وأنهم أشبه بالثعالب الضعيفة المخادعة عندما يكون لهم حاجة ويتحولون حين إدراكها الى سباع ضارية يخشى شرها المتفضل عليها، ثم يؤكد ان في الناس من هو كالماء العذب الزلال وهناك من هو كالماء المالح الذي لا خير فيه ولا في ما ينبته من شجر، وان الرجال تتمايز بأخلاقها مثلما تتمايز الأرض بين الصبخاء التي لا نبات فيها، والأرض اللينة الصالحة، والأرض الوعرة، ومن هذه الأنواع هناك الرجل الذي يبدي النصيحة الصالحة، ويتحدث بعقل وهدوء ليشعرك بالمودة والحرص عليك، بينما قلبه اسود يضمر الحقد في نفسه، وهناك الرجل الهذور كثير الكلام بلا فائدة والمتعدي بلسانه على أعراض الآخرين، والذي يجادل من أجل الجدال والعند فقط، وعلى العكس منه الرجل المهذب المحترم حسن المعشر كريم اليد لين الجانب لا يأتي منه إلا كل أمر جميل، وهناك الرجل الذي لا معروف له مع أحد وإنما كافي خيره شره، وهناك الرجل المرتاح الذي لا يحفل بالدنيا ولا يهتم لها، وبالمقابل هناك الرجل الشقي الذي لا يعرف للراحة طعم، وهناك الرجل الغافل الصامت الذي يرفل في النعيم ويأتيه رزقه المتزايد من دون ان يتعب فيه، وفي المقابل هناك الرجل الذي يعيش في ضنك من العيش ونكد، وهناك الرجل الذي يكدح في طلب الدنيا ويواصل الليل بالنهار ومع ذلك فهو جائع ولا بركة له فيما جمع وإنما يذهب هباء. ليؤكد أن الشاعر ابن مسلم الاحسائي قد سبقه على بيت من الشعر يقول فيه إن من جاد عليه الزمان جاد على غيره وان هذا ليس بالضرورة منطبق على الجميع، وهو غير مقتنع بمقولة أن الابن يكون مثل أبيه في الكرم، بل أن الجود مع الغنى راجع الى همة الشخص وأخلاقه، ثم يتحدث الشاعر عن نفسه وكيف أنه يريد ان يفعل أشياء ولكن وهن جسمه يعيقه عنها ومع ذلك لا يستطيع ان يصبر حبيس منزله مشبهاً ذلك بالعمى ورغم شكواه مما يلاقيه من الجحود فهو لم يعرف اليأس. مخطوط قصيدة ابراهيم بن جعيثن