حذرت صحيفة أمريكية بارزة امس من أن جنوب ليبيا المعزول والمهمل منذ فترة طويلة يتنامى فيه انعدام تطبيق القانون منذ سقوط معمر القذافي، ولا يوجد به سوى مليشيات قبلية تعاني من سوء التدريب لمنع المسلحين الإسلاميين من السيطرة على المنطقة. وذكرت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" أن من يضطلعون بالأمن في المنطقة الحدودية جنوبي ليبيا هم مسلحون من قبائل التبو. ونقلت عن أحد أفراد المليشيات القبلية ويدعى زكريا علي كريم قوله " إذا غادرنا هذه النقطة الأمنية فإن المسلحين الإسلاميين سيأتون إلى ليبيا ويستغلونها كقاعدة لهم ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك". وأضاف " لكن الحكومة لم تدفع لنا أموالا منذ 14 شهرا. ولا تعطينا حتى ما نحيك به ملابس رسمية لنا". وأشار التقرير إلى أن المليشيات القبلية تخوض معارك ضد المهربين وتكافح المهاجرين غير الشرعيين المتوجهين إلى أوروبا والمسلحين الإسلاميين الذين يتدفقون عبر منطقة الصحراء من خلال مناطق يسهل اختراقها في جنوب ليبيا وتشاد والنيجر والجزائر. ومنذ الربيع العربي، تخشى البلدان الغربية وجيران ليبيا من أن يستغل المسلحون الإسلاميون البلاد كقاعدة لهم. في شأن متصل تعرضت قاعدة " تمنهنت " بمنطقة سبها جنوب ليبيا لهجوم من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية مستهدفة الطيارين المكلفين بحماية الحدود ضد عمليات التهريب. وأوضح بيان لوزارة الدفاع تلقت وكالة الأنباء الليبية السبت نسخة منه أن الهجوم أدى إلى "استشهاد عقيد طيار موسى رزق الله العوامي أحد معاوني الحاكم العسكري في الجنوب ، والجندي سامي محمد عبدالله البرعصي، وجرح جنديين آخرين أحدهما حالته خطيرة". وعبرت وزارة الدفاع عن أسفها لحدوث "مثل هذه الأعمال الإجرامية،" وتعهدت بملاحقة الجناة والقصاص منهم واتخاذ الإجراءات المكثفة لحماية الموقع والتحقيق الفوري والعاجل في الواقعة.