طرابلس- رويترز - قال مسؤولون إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في إشتباكات بين قبيلتين تتنافسان على السيطرة على الأرض في أقصى جنوب شرق ليبيا. وبدأت الاشتباكات في مدينة الكفرة في أقصى جنوب شرق ليبيا واستمرت حتى اليوم الإثنين. ويجد المجلس الوطني الإنتقالي صعوبة في بسط سيطرته على شتى أنحاء البلاد مع تنازع الميليشيات المحلية والجماعات القبلية المتنافسة على النفوذ والموارد بعد سقوط القذافي. وقال عبد الباري إدريس وهو مسؤول أمني من قبيلة الزوي إن مسلحين محليين من القبيلة إشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد. وأضاف إدريس إن رجال عبد المجيد الذين أيدوا قوات المعارضة الليبية خلال إنتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالقذافي نصبوا مخيماً في جالو شمالي الكفرة الليلة الماضية وتمسكوا بمواقعهم لكن مصدراً آخر قال إن القتال ما زال مستمراً. وإنتقد فرحات عبد الكريم بو حارق منسق الشؤون الإجتماعية في حكومة الكفرة المحلية المجلس الوطني الإنتقالي لتجاهله الجنوب الشرقي رغم أن إقليم الكفرة هو أكبر الأقاليم الليبية ويمتد على حدود السودان وتشاد. وقال إن المنطقة ستضطر إلى إعلان الإستقلال ما لم تتلق الدعم اللآزم لإنهاء ما وصفه بهجمات المرتزقة. وقال إن المقاتلين المحليين طلبوا مساعدة من بنغازي ومصراتة لكنهم لم يتلقوا أي استجابة حتى الآن. والطرق في المنطقة في حالة سيئة في حين أشارت بعض التقارير إلى أن المطار غير صالح للإستخدام بسبب القتال وهو ما قد يعوق وصول أي عون. وقال بو حارق أن مقاتلين تشاديين وسودانيين جنوبيين يشاركون في القتال وإن الوضع تدهور بعد تعرض ثكنات عسكرية محلية للهجوم. وأضاف أن نحو 40 سيارة رباعية الدفع تحمل جنوداً هاجمت معسكراً للجيش يعرف بإسم الخامس من مايو وإن عدد الجرحى بالمئات. وينتشر التبو أساساً في تشاد لكنهم موجودون أيضاً في أجزاء من جنوب ليبيا والسودان والنيجر ويعبرون في كثير من الأحيان الحدود الصحراوية غير المميزة بعلامات جيئة وذهاباً. ولم يتسن على الفور الإتصال بعبد المجيد للتعليق بشأن أسباب الإشتباكات والمفاتلين المشاركين فيها. والروابط القبلية أقوى كثيراً في الكفرة منها في الشمال على ساحل البحر المتوسط. وشهدت الكفرة تمرداً قبلياً عام 2009 لم يتسن للزعيم الراحل معمر القذافي قمعه إلا بعد أن أرسل طائرات هليكوبتر حربية وفي 2011 أرسل السودان أسلحة لمساعدة المقاتلين الليبيين على إنتزاع السيطرة على المنطقة. والمنطقة مركز أيضاً للمهربين الذين يستغلون ضعف سلطة القانون في المناطق الحدودية في أفريقيا جنوب الصحراء.