سيطر مقاتلو المعارضة السورية على بلدة داعل في محافظة درعا الواقعة على طريق يربط دمشق بهذه المحافظة الجنوبية، ما جعل مدينة درعا "شبه معزولة" عن دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس. في غضون ذلك، استمرت اعمال العنف في مناطق عدة لا سيما قرب مدينة الرقة (شمال) حيث يحاول المقاتلون اقتحام مقر "الفرقة 17"، احد آخر معاقل النظام في المحافظة. وقال المرصد في بريد الكتروني "تمكن مقاتلون من الكتائب المقاتلة من السيطرة على بلدة داعل بعد تدمير حواجز القوات النظامية الثلاثة عند مداخل البلدة وفي محيطها". اضاف "بذلك تكون البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا خارجة عن سيطرة النظام في شكل كامل"، بعد قصف واشتباكات اسفرت في الساعات الاربع والعشرين قبل الماضية عن مقتل 38 شخصا على الاقل. واوضح المرصد ان الضحايا هم "تسعة مدنيين و16 مقاتلا واعلاميا في كتيبة مقاتلة"، اضافة الى "ما لا يقل عن 12 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "مدينة درعا باتت شبه معزولة عن دمشق" نظرا الى قطع الطرق بينهما. واوضح عبد الرحمن ان سيطرة المقاتلين على داعل ادت الى قطع الطريق القديم، في حين ان الاوتوستراد الدولي "غير آمن" نظرا لمروره قرب بلدة خربة غزالة الواقعة خارج سيطرة النظام، كما ان الطريق بين مدينتي نوى ودرعا مقطوع. واشار عبد الرحمن الى ان "ما جرى في داعل هو مرحلة من مراحل الاطباق على مدينة درعا وعزلها بالكامل عن محيطها وعن مدينة دمشق". وكان عضو مجلس الشعب السوري وليد الزعبي اكد الخميس ان مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على اجزاء واسعة من المحافظة. وقال في جلسة للمجلس نقلت مباشرة ان "ما يجري حاليا في سوريا يفوق الازمة اثرا وتأثيرا. اصبحنا نعيش في حالة حرب ممنهجة، وعندما يعم الارهاب تعم الفوضى". واضاف "هكذا اصبحت حال جميع المدن والبلدات في محافظة درعا التي مزقت اوصالها منذ ايام من غربها الى شرقها عندما اخليت بعض المواقع العسكرية ربما لأمور تكتيكية لا نعلم ما هي، وحل محل هذه المواقع ارهابيون من النصرة قتلة عاثوا في الارض فسادا". وتابع "هناك من يرسل تقارير بان اوتوستراد درعا آمن. اوتوستراد درعا من نقطة خربة غزالة حتى معبر نصيب (الحدودي مع الاردن) مسيطر عليه تماما من جميع المسلحين". وحقق مقاتلو المعارضة مؤخرا تقدما واسعا في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كيلومترا يمتد من الحدود الاردنية حتى الجزء السوري من الجولان. وفي شمال البلاد، قالت المرصد ان "اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في محيط الفرقة 17 في ضواحي مدينة الرقة، وذلك في محاولة جديدة لاقتحام المقر الذي يعد احد اهم معاقل القوات النظامية المتبقية في المحافظة". واشار المرصد الى ان الطيران الحربي شن غارات عدة على محيط مقر الفرقة. ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من محافظة الرقة، لا سيما المدينة التي تحمل الاسم، والتي باتت منذ السادس من آذار/مارس الجاري اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام. وفي دمشق، افاد المرصد عن اشتباكات في الاحياء الجنوبيةلدمشق، في حين سقطت قذائف على الاطراف الشمالية الشرقية للعاصمة فجر امس . وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 150 شخصا بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف انحاء سوريا. في شأن متصل ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام امس أن زورقا سوريا دخل المياه الاقليمية اللبنانية وأطلق النار على مركب للصيد ، مما أسفر عن إصابة أحد الصيادين. وأضافت الوكالة أن الصياد المصاب نقل إلى أحد المستشفيات بالمنطقة لتلقي العلاج. وتراقب البحرية السورية عن كثب السواحل اللبنانية الشمالية لمنع المتشددين من التسلل إلى سورية للانضمام إلى ثورة مستمرة منذ عامين ضد نظام الرئيس بشار الاسد.