يبدو أن توجه القارتين الأمريكية الشمالية والجنوبية وحتى أوروبا نحو تطوير الغاز الصخري أضحت أكثر جدية من ذي قبل بعد أن شرعت حكومات عدة دول هناك في المضي قدماً لإنفاذ مخططاتها لاستغلال ثرواتها من مخزونات الغاز الصخري الذي سوف يحدث ثورة اقتصادية مجزية لتلك البلدان المعتمدة على الغاز الطبيعي المكلف في صناعة البتروكيماويات الأمر الذي سيدعم الموقف التنافسي لمصانع البتروكيماويات لتلك الدول مقابل الدول الناشئة المعتمدة على الغاز الطبيعي. وتابعت «الرياض» في هذا الصدد توقيع شركة النفط الارجنتينية المملوكة للدولة أمس مذكرة تفاهم مع شركة تابعة لشركة داو للبتروكيماويات في الأرجنتين لتطوير الغاز الصخري في الأرجنتين حيث سيتم التفاوض بين الطرفين على الشروط النهائية لمشروع مشترك بنسبة 50 في المائة حيث سبق وأن تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال اجتماع بين الرئيسين التنفيذيين للشركتين بآمال عريضة واثقة من النجاح المرتقب لاستكشافات الغاز الصخري. ووفقا لأحكام هذا الاتفاق ستعمل الشركتان أيضا على تحديد المشاريع البتروكيماوية الجديدة في وقت وضعت الشركة الارجنتينية اهتماما وثقة كبيرة في شركة داو منذ بدء المحادثات للمشاركة والالتزام الثابت الفاعل المباشر في تحول الارجنتين لتحقيق تطوير الموارد غير التقليدية. فيما تتطلع شركة داو حسب ما نصته الاتفاقية مع الشركة الارجنتينية على إمدادات موثوقة ومستدامة من المواد الخام الرئيسية. وهذا الاتفاق يعزز الوضع التنافسي لشركة داو ويعزز قوته وعلاقتها مع الشركة الارجنتينية وتواجدها في الارجنتين ليعكس التزامها ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والصناعية في الأرجنتين ،في وقت تشير التقارير إلى أن الأرجنتين تمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز الصخري في العالم بعد الولاياتالمتحدة والصين، بقدرة (774.000) قدم مليار مقدرة مكعبة من الغاز القابل للاكتشاف وفقا لإدارة معلومات الطاقة الامريكية. وتحرص الشركة الارجنتينية للدخول في شراكة مع شركات لتطوير هذه الإمكانيات وبذلك تقليل اعتمادها على الوقود المستورد باهظ الثمن. إلا أنه في أعقاب تجريد ملكية الشركة الأرجنتينية من شركة ريبسول الاسبانية في العام الماضي واجهت الشركة مواقف حذرة من الشركاء المحتملين. وفي ديسمبر وقعت الشركة الارجنتينية مع شركة شيفرون الأمريكية للنفط والغاز صفقة قيمتها بليون دولار (ما يعادل 780 مليون يورو) لاستكشاف الغاز الصخري والنفط في الأرجنتين.