تصارع الكرة السعودية لتخرج من إخفاقاتها المتوالية إذ يعاني المنتخب السعودي ضعفا واضحا ما جعله يتذيل قائمة الترتيب العالمي، ويصارع لإعادة هيبته التي افتقدها منذ زمن، ولأن الدول المتطورة تطرح المشاكل وتبحث عن الحلول، بعكس ما هو معروف لدينا، إذ نطرح المشاكل ولا نقدم أو نبحث عن الحلول الناجعة، وهو ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ربما تستمر طويلا، ما لم نبحث وبصدق عن الحلول الناجحة لتقدم الكرة السعودية. ومن هذه الحلول إقامة مدارس وأكاديميات تابعة للأندية؛ لتفريخ النجوم أو لنقل صنع النجوم، وفق دراسات مميزة تضمن استمرارية النجوم بعيدا عن الترقيع المتبع في الأندية الآن، ولكي تتقدم الكرة السعودية لابد من الاستعانة بتجارب الدول التي كانت متأخرة عنا بمراحل، ولكنها بالتخطيط الناجح والعمل على تلافي السلبيات تخطتنا بمراحل، منها على سبيل المثال التجربة اليابانية والكورية فقد استفادت تلك الدول من الإمكانات المتوافرة لديها، واستعانت بالخبرات اللازمة لتطور مستوياتها مع إرسال اللاعبين الموهوبين إلى الأكاديميات الأوروبية، أو البرازيلية في برامج طويلة، تضمن صقل اللاعب والاهتمام بموهبته واستمرارية عطائه لأطول فترة ممكنة في الملاعب، ولهذا تقدمت هذه الدول علينا بمراحل فالكرة السعودية تحتاج لعمل شاق وجهد مضاعف في ظل ما تشهده من تراجع في مستويات النجوم واعتماد كثير من الأندية مع الأسف على اللاعب الأجنبي الذي لا يمكن أن يقدم كل ما لديه عوضا عن المبالغ الطائلة التي تصرف عليه وبالإمكان استغلال تلك المبالغ المصروفة على اللاعبين الأجانب الذين لن يعمروا طويلا في ملاعبنا في دعم أكاديميات الأندية وتوفير البرامج والمدربين الأكفاء لتلك الأندية لصنع المواهب والأجيال التي يمكن أن تساعد على نهوض الكرة السعودية من كبوتها. فغيرنا يعمل ويتقدم ونحن ما زلنا نبحث عن جواب مبهم لسؤال حائر: ما سبب تراجع الكرة السعودية؟ وحتى لا يسرقنا الزمن فلا بد من الاعتراف بالمشكلة، ومن ثم البحث عن الحلول الناجحة لها، مع الاستفادة من خبرات الدول التي سبقتنا في هذا المجال، وهو ما نحتاجه سريعا حتى لا يستمر السبات طويلا، فالجميع يتقدم ويتطور ونحن ما زلنا مشغولين في صلاحيات اتحاد كرة القدم، والشد والجذب الحاصل بينه وبين مسؤولي الاندية، إذ الكل يسعى لتصفية حساباته مع الطرف الآخر، والعتب من الجميع على أعمال اللجان المشكلة، فهل نعي ذلك جيدا قبل فوات الأوان؟ * الرياض