لم يمرّ على كرة القدم السعودية إفلاس في الشق الهجومي.. كما هو واقعها اليوم.. فهي فترة قحط بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فالتصدير والتفريخ "متوقفان" في الأندية.. وحتى من هم دون سن العشرين لم يقنعوا الإعلام أو الجماهير أو حتى المدربين بأن هناك كتيبة مهاجمين قادمة لإنقاذ الكرة السعودية..!! ويتفق النقاد والخبراء بأن آخر جيل مؤثر وفعّال في المهاجمين كان العام 2007م الذي بزغ فيه مالك وياسر وسعد والشمراني.. ولكن الأمل كبير بأن يكون الصقر نايف مكملًا للمشوار إلا أنه سرعان ما تراجع بعد أول سنة "تألق"..!! وبصراحة أكثر.. الكرة السعودية تعيش أزمة حقيقية بتراجع مستوى المهاجمين في الأندية من جهة.. وعدم بروز وجوه شابة في هذا المركز من جهة أخرى.. وعلى المدى القريب سينعكس هذا الضعف والترهّل على المنتخب السعودي الأول الذي يخوض استحقاقات عديدة.. والمطالب فيها باستعادة الهيبة والسمعة ..!! ولأننا في الغالب نطرح المشاكل.. ونبتعد عن الحلول.. ونعرج على الداء دون ذكر الدواء.. مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة.. !! في الدول المتطورة.. تعمل الدراسات.. وتطرح السلبيات.. وعلى ضوئها يتم إيجاد الحلول.. ولن أذهب بعيدًا في التجارب الناجحة التي ساهمت في تطور الكرة في بلدانها سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المنتخبات.. والتجربتان اليابانية والكورية الجنوبية حاضرتان.. لكنني لن أتحدث عنهما لأن الكثير أسهب في نجاح التجربة في بلديهما..!! في الدول المتطورة.. تعمل الدراسات.. وتطرح السلبيات.. وعلى ضوئها يتم إيجاد الحلول.. ولن أذهب بعيدًا في التجارب الناجحة التي ساهمت في تطور الكرة في بلدانها سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المنتخبات.. والتجربتان اليابانية والكورية الجنوبية حاضرتان.. لكنني لن أتحدث عنهما لأن الكثير أسهب في نجاح التجربة في بلديهما..!! أنا هنا سأطرح منتخبًا للتو.. الأخضر قد هزمه وهو المنتخب الصيني.. حيث تؤكد الأنباء الواردة من الصين أن اتحاده الأهلي بدأ من الموسم الماضي بإرسال مئات اللاعبين سنويًا إلي البرازيل في سنٍّ مبكرة من أجل تطويرهم.. وهذا المشروع يجد الاستمرارية للموهوبين.. بمعنى تواجدهم في البرازيل لا يقتصر على موسم واحد فقط.. بل لمواسم متعددة ومتتالية.. والأنباء تؤكد أيضًا أن الصين ستشهد طفرة كروية هائلة بعد أربعة مواسم.. بمعنى وصول الدفعات التي أرسلوها للبرازيل لسن ال18 عامًا وزجّهم في منتخباتهم الوطنية..!! للأسف الشديد.. الآخرون يعملون ويتقدمون.. وبعدها نسأل لماذا يتراجع الأخضر.. ؟! الكرة السعودية تحتاج لعمل كبير.. وحلول عميقة.. لا سيما وسط ما تشهده الأندية من تراجع في مستويات نجومها واعتمادها على العنصر الأجنبي بشكل كبير جدًا خصوصًا الأندية الكبيرة التي أصبحت عاجزة عن تعويض أي نجم يعلن ابتعاده عن الكرة.. وحتى الأندية الصغيرة التي كانت تفرخ مواهب وتبيع عقودهم للكبار أصبحت في السنتين الماضيتين في حالة عجز واضحة من أداء الدور الذي كانت تلعبه سابقًا ..!! وبصراحة أكثر وأكثر.. هناك أزمة مواهب في الحراسة والدفاع والهجوم.. والكل يعاني في الأندية.. والصورة باتت أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى بشأن جفاف المواهب إلا ما ندر.. والانتظار السلبي و الانشغال بالتوافه بين اتحاد الكرة وبعض مسؤولي الأندية لن يجد طريقًا سالكًا لحل مشاكل الكرة السعودية..!! نعم هناك شبه إجماع بين خبراء الكرة المحلية على افتقاد الأندية السعودية الكبيرة منها والصغيرة مميّزات كثيرة كانت الرافد الرئيس لتفريخ النجوم وتواجد المواهب والاستمرارية في التوهّج.. وأن الحلول "المرقعة" هنا وهناك لم تنفع في عودة عربة التفريخ للسكة.. ومن هنا نرى أن التجربة الصينية قد تكون مناسبة جدًا للكرة السعودية.. خصوصًا أن كل الحلول المحلية لم تنجح.. فهناك أسماء للأكاديميات تهتم بالاسم وليس الفعل والأداء باستثناء أكاديمية الأهلي..!! حتى لا يفوت القطار.. فكّروا في الحلول.. حتى لا يظهر لنا شبح الصين مثل اليابان وكوريا الجنوبية..!! تويتر @essaaljokm