هل تلتف الخيبة وردة في يدك حين تمسك بها وأنت تخرج صفر اليدين وقد وخزتك شوكة التجربة؟ ولو شرّحنا الخيبة فمم تتكون أعضاؤها الداخلية؟ كم مرت الخيبة بقربك في ثوب قصيدة ولم ترها؟ نبضت في عروقك مرتين ولم تنتبه، صافحتك على عجالة وأنت في الطريق إلى محاضرة عامة وهي تطارد ضحيتها في زحمة الحاضرين. لم تفكر مرة أن تتبعها خفية لترى كيف تعد بارودتها لتطلق رصاصة بين عيني أمل يسير وحده في قلب رجل غريب. حاول أن تتعلم كيف تفاوض الخيبة حتى تكف عن تمزيق قلبك نهاية الأسبوع، واجلس معها على طاولة دائرية أمام طريق مزدحم من العابرين، فقد تقول لك: وددت لو أعتزل صيد الأمل. وانظر إلى ما حولك، ستجد الخيبة مثل خدش سطحي طفيف لا تمحوه السنين. خذ الخيبة من يدها وسر معها في سكك المدينة الضيقة، وقف عند نافورة خرارة تفيض بالألوان والخزف، وقل: من أين تأتي هذه النافورة بكل هذا العنفوان؟ قد تقول هي: لقد حاولت أن أخيب روح أمين المدينة ليطفئ الحياة في هذه النافورة لكنه استقال وترك النافورة وشأنها. سر بها إلى ياسمينة قائمة وحدها على جانب الطريق، وقل: كيف لهذه الياسمينة أن تقاوم الوحدة وليس حولها غير هذا الحجر المتجهم والشبابيك المغلقة. قد تقول هي: إنني حاولت أن أخيب روح صاحب البيت ليغضب مرة فيسور البيت خوفا من المجهول فيقطع هذه الياسمينة، إلا إنه عندما شعر بالخيبة خرج من البيت مرة وهاجر إلى كندا. تفعل كل شيء بطريقة سليمة أحيانا لكن يعاندك حظك. وخذها إلى ساحل المدينة الجميل وقل: كيف لهذا الموج أن يحاول لمس شبابيك البيوت المشرعة ولا يستطيع، لكنه يستمر في العودة آلاف المرات كل يوم ولا يمل. قد تقول هي: حاولت أن أبعث الخيبة في نفوس اللجنة العليا للبيئة من جدوى السياحة الفردية للبيوت الصغيرة وأن بيئة هذا الساحل الأبيض غير صحية، ولا جدوى من جعلها مفتوحة للعامة، وأن الخيار الوحيد أن تزال البيوت وتحاط بسور حديدي لتصبح محمية بيئية. لكن أصيب أعضاء اللجنة كلهم بالإحباط واستقالوا من اللجنة وانضموا إلى جماعة السلام الأخضر (جرين بيس). حاولت كل ما أستطيع مرات ومرات وفشلت، فعاد إلي سهمي الذي رميت وأصبت بالخيبة. *** وأنا أهمس "غرناطة لي" يصعد غيم من فمي يصعد مني هكذا: "غر... نا... طتي" غينا تسل الراء من روحي ونوناً خرجت تنزف مني ألف الآه التي في خصرها طاء تجر التاء أنثاها التي أعقد يائي حولها شالاً إذا أمسكه تفلت غرناطة مني بينما تحملها الريح بعيداً كوكباً فوق البراري