الكرة السعودية - حتى وإن دخلت عصر الانتخاب - لا تزال قائمة على "الفزعات" و"حب الخشوم" ومصطلح "تكفي يا فلان"، فهذا علي بادغيش قال إنه تولى إدارة لجنة الاحتراف عن طريق الفزعة، وتلك لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي "استفزعت" بالخطوط السعودية لتفادي تأجيل الجولة ال23 من دوري "زين" بسبب أزمة الحجوزات بعدما فاجأ الاتحاد الجميع بقرار التأجيل من دون ان يضع هذه الازمة في الحسبان، لا يمكن لأي عمل يقوم على الفزعة إلا لسببين الاول: مقت الاحترافية والميل الى الالتزام بالأداء التقليدي ورفع شعار (تجي مثل ما تجي)، او أن هناك قيودا مفروضة عليه تمنعه من ترتيب الامور وبالتالي إدارة العمل وفق مزاجه وحسب الظروف التي تناسبه منفرداً عن العالم المتطور، وفي كلا الحالتين فالنتيجة هي الاخفاق والضياع والعودة الى الخلف، والدوران في «أزمة الحجوزات» وملاحظات «الفيفا» هل تكون بداية التحرر من الفوضى؟ حلقة مفرغة. تصوروا والاتحاد الآسيوي يجري قرعة تصفيات آسيا ويحدد مواعيد المباريات منذ فترة طويلة واتحادنا الموقر لم يكتشف موعد مباراة اندونيسيا وفترة الاعداد لها الا متأخرا، لذلك اضطر بعدما استيقظ من سباته الى تعديل جدول الدوري من دون مراعاة لضغط الاندية وتوقف المسابقات وكهربة الاجواء والتأثير على اللاعبين وازمة الحجوزات تزامنا مع الاجازة القصيرة للمدارس، والحمد لله ان نائب رئيس لجنة المسابقات احمد العقيل بشر الشارع الرياضي بعد الاستعانة بمدير محطة الرياض عبدالعزيز الدغيثر على الهواء بالتغلب على الازمة، وقد خرجت اللجنة وكأنها حققت معجزة يجب ان تفرد لها الصفحات لتشكرها الاندية ويشيد بها الاعلام على الرغم ان ذلك لا يحتاج سوى ارسال الجدول الى الخطوط السعودية شريطة اشعارها في وقت مبكر حتى تقوم بالمهمة على اكمل وجه! مع الاسف ان الاتحاد ولجانه هم من يحرج الاندية ويخذل الجهات الاخرى ويلقون بالاحترافية خلف ظهورهم وهم الذين يطالبون الاعلام بالمهنية، هم يريدون استغفال المتابع بأنهم يعملون بشفافية واحترافية وتأنٍ في اتخاذ القرار، ولكن الفوضى الدائمة تكشف وهنهم وسوء تدبيرهم وضعف تصرفهم وقل حيلتهم، ومع هذا يقال لماذا تنتقدونهم؟، امنحوهم الفرصة، اصبروا عليهم ودعوهم يخططون حتى يروا الطريق الصحيح، من الممكن ان يكون الجواب نعم وبالتالي غض الطرف عن الاخطاء لو ان هناك بوادر أمل وخطوطاً عريضة يراها الشارع الرياضي لتحسين مستوى رياضته ولعبته المفضلة، أما بالطريقة الحالية والفزعات القائمة من اجل مقعد فأي غيور على سمعة رياضة بلده سيقول لا للصمت ونعم لطرد الفوضى من خلال النقد الذي يعد في ظل التخبطات القائمة والاخطاء المستمرة الوسيلة الوحيدة لتفريغ احتقان الشارع الرياضي والتخفيف منه على امل (لعل وعسى). والسؤال المطروح ألا يمل الاتحاد السعودي ولجانه من هذه التخطبات؟ أين وعودهم والاعلان عن بسط نفوذهم ضد الفوضى والاصطفاف الى طابور المحترفين والاحترافية؟ هل يلقون المجاملات خلفهم ويجيبون على (ما الذي تغير في الرياضة السعودية منذ الانهيار الكبير امام الألمان 2002؟) ازمة جدولة مباريات لا تزال قائمة، ومشاكل رواتب ومستحقات اللاعبين والمدربين لا تزال مستمرة والديون تتراكم والحقوق تتأخر وبل أسوأ من ذلك ان هناك لاعبين امتنعوا عن تدريبات انديتهم.. ماذا عن الملاعب والبنية التحتية هل تغيرت؟ ما الذي أتت به اللجان واتحادها؟ ما الفرق بين نظام وادارة المجاملات في وقت مضى، والعمل ب"الفزعة" على طريقة ادارة علي بادغيش للجنة الاحتراف كما يقول عبر حواره في صحيفة اليوم أول من أمس ولجان اخرى؟ الغريب ان الاشادة في عمل الاتحاد ولجانه والدفاع عنهم انحصرت في ناد او ناديين ومن اعضاء الاتحاد فقط ويبدو انهم يطبقون المثل العامي (خلاخل والبلاء من داخل) فما يتحدثون ويعدون به غير، وما يُشاهد على ارض الواقع شيء آخر، فالقرارات لم تعد مقنعة والعمل لم يعد سليما والتبريرات اصبحت مستهلكة وكأنهم حفظوها عن ظهر قلب على الرغم من ان هناك اندية تشتكي واخرى تضغط مبارياتها وفئة ثالثة تنعم بالراحة وفئة رابعة يُمهد لها الطريق وخامسة كأنها تعيش في كوكب آخر وسادسة تُلبى مطالبها من دون تردد بل تجد التبريرات لها من اللجان. وامام هذه التناقضات لا تدري كيف يفكر الاتحاد وكيف تعمل اللجان؟ وهل ذلك مقدمات لعمل اكثر فوضوية من ذي قبل؟، ندرك ان الاتحاد ولجانه اصبح لديهم حساسية من النقد والسبب كثرة الاخطاء، ومع هذا يجب ان يضعوا الصالح منه في عين الاعتبار فالجميع شريك في رياضة وطنه ويحق له الامتعاض مثلما هو الفرح عندما يتحقق الفوز للمنتخبات والأندية السعودية في أي بطولة، ونأمل و(ياكثر ما رددنا هذه الكلمة) ان نتجاوز الاخطاء الحالية و"نظام الفزعات" الى الاحترافية في كل شيء، وان "ازمة الحجوزات" وملاحظات وفد (الفيفا) هي بداية التصحيح فالوضع لا يحتمل اكثر مما مضى، وربما يزيد صعوبة عندما يهرب الرعاة وبعض المسؤولين في الاندية من الوسط الرياضي بحجة انه لم يعد بيئة جاذبة والسبب الأخطاء الكوارثية التي ترتكب من دون حساب وعقاب، ومعهم حق في ذلك وأولهم رئيس الرائد فهد المطوع الذي دعم وكافح وبح صوته فوجد ان افضل طريقة هي الرحيل مع نهاية فترة رئاسته وربما سيتبعه آخرون.