مكة المكرمة..!! وما أدراك ما مكةالمكرمة !؟ مكة حباها الله تعالى بأطهر بقعة على وجه الأرض وجعلها قبلةً للمسلمين ومقصدًا يهوي إليه أفئدة من الناس منذ عهد سيدنا إبراهيم علية الصلاة والسلام، وحتى عصرنا الحالي وسوف تستمر إلى قيام الساعة، واستجابة لدعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، قال تعالى: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) 37 - إبراهيم. وقد أمر الله نبيه الكريم إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث قال: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق) 27 - الحج. ومنذ ذلك الحين والناس تهوي بتزايد إلى مكة والمشاعر المقدسة، وفي المقابل تشهد مكةالمكرمة نهضةً وتطورًا مستمرين لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المعتمرين والحجاج، مما جعل أرضها من أثمن بقاع العالم لمحدودية مساحتها. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، حفظه الله، تتم أكبر نهضة شاملة تشهدها المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف ومدينة مكة والمشاعر المقدسة من خلال توسعات في منطقتي الحرم والجمرات ومن شق للطرق وإنشاء للسكك الحديدية والمباني الشاهقة لاستيعاب أكبر عدد ممكن ولمواكبة الأعداد المتزايدة (في جميع أنحاء العالم) من المسلمين. وبما أن مكةالمكرمة مدينة عامرة بسكانها الدائمين، فإن الحكومة معنية في تلبية احتياجات المواطنيين من مرافق خدمية، ومن هذه المنشآت التي أوجدتها الدَولة، المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية حيث يوجد في مدينة مكة، أكثر من 800 مدرسة مقسمة ما بين البنين والبنات و 14 مستشفى وأكثر من 80 مركزا صحيا. ومن هذه المرافق على سبيل المثال لا الحصر مستشفى أجياد في المنطقة المركزية للحرم ومستشفى الملك فيصل بالششة ومدرسة الملك عبدالعزيز الثانوية بالعزيزية ومدرسة الملك خالد الابتدائية بالششة ومدرسة جعفر بن أبي طالب المتوسطة بالششة. وإذا افترضنا أن ما نسبته30٪ من هذه المرافق يقع في المناطق الحيوية بالمدينة؛ فإننا سوف نجد ما يقارب من 233 مرفقًا يمكن استثمار مساحتها، نعم.. استثمارها! بحيث أن تؤدي وظائفها الخدمية على أكمل وجه وبطاقة استيعابية أكبر، وفي نفس الوقت تستوعب اعدادا كبيرة من الوافدين للبيت الحرام، وذلك بإعادة إنشائها لتكون بنايات شاهقة وآمنة وعلى أحدث طراز وتكون مزودة بجميع المرافق الخدمية من مواقف وخلافه، لتكون أنموذجًا يحتذى به للمرافق الحكومية - المطورة بأحدث التقنيات - في المملكة. آمل من الجهات المختصة والمتمثلة في الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أن تطلع إلى هذا المقترح وتعطيه حقه من الدراسة ومدى جدواه. اللهم احفظ مملكتنا من كل سوء واصبغ على ولاة الأمر الصحة والعافية وبطانة صالحة جل همها النهوض بهذا الوطن للعزة والرفعة، واللهم أدِم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان.