بُقع جغرافية من الشرق لا تُفارقها عادة نوم الظهيرة.. ومالم تؤخذ تلك فالمرء لايصفو مزاجه بقية اليوم. واختلف الطب في فائدتها وسلبياتها، فالبعض من أهل المعرفة في طب النوم يقولون إنها ممارسة صحية لتغطية ساعات فقد الإنسان بها النوم لأرقٍ أو تفكير أو سفر. والزائر لجنوب أوروبا يجد التزام القوم، أو الكثير منهم يمارس نومة خفيفة بعد وجبة الغداء يسمونها (Siesta) وجاءت الكلمة من الأسبانية كما تشرح معاجم يسط، أو تعليل أصول الكلمات وتاريخها وتعني نوم الظهيرة، ويقفلون المحلات في اليونان بين الساعة الواحدة والخامسة، ويقولون إنها عادة متوسطية لا خلاص منها. أطباء عيادات النوم عندنا ينصحون من يُعانون من الأرق الدائم، بترك نوم الظهيرة. وآخرون يقولون للمشتكي من الأرق عليك أن تتعود على الذهاب إلى الفراش في وقت محدد. وينصح آخرون بفكرة تجنّب الذهاب إلى الفراش إلا إذا بدأ بك النعاس. والناهون عن نوم بعد الظهر يتمثلون بقول الشاعر: ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالاً ونومات العصير جنونا وزمننا - فيما أتصور - كيّف الساعة البيولوجية عند الناس. ففي دُبي شجعت السلطات أصحاب مجمعات التسوق على استقبال الناس طوال الليل!، وسمعتُ من أحد معارفي أن العائلة تذهب إلى المجمّع الساعة الثالثة فجرا!، وبعد التسوّق يتناولون وجبة الإفطار هناك ويعودون إلى السكن. وكانت الحالة في مدن نجد أن ينام الناس "القايله" أي القيلولة، وتكون تلك قبل أذان الظهر بساعة أو أكثر قليلا، يصحون بعدها لصلاة الظهر ويشرع أهل المنزل في إعداد الطعام. أما الرجال فيلتقون على " قهوة الظهيرة " عند أحدهم أو من يتيسّر له ترك الدعوة مفتوحة لأهل الحارة، ومن تلك الجلسات تؤخذ الأخبار وما دار.