لن تخلو حديقة أو سوق أو ميدان عام أو مكان يتجمع به "جمهور" أيا كان، حتى ملاعب كرة القدم ولكن خارج اسواق الملاعب، أن تشاهد " نساء مواطنات " يقمن بعمليات بيع من خلال "بسطات" أو وضع بعض المعروضات البسيطة، من مشاهدتي الشخصية، أشاهد يوميا هذا "بائعات مواطنات" وسألت بنفسي للتأكد، وسيقول لي البعض كما يتوقع "ما العيب" وآخر " من قال لك انهن محتاجات " إلى آخر تشكيك يمكن أن يطلق، وأقول انني رأيت وسألت وتأكدت حالة او حالتين ويصعب عليّ حصر الجميع. لكن هي ظاهرة موجودة، ونساء كبيرات سن، وأيضا شابات، يمارسن البيع "على الأرض" من خلال افتراش الأرض، مع ملاحظة أنها ليست بمأمن من المضايقات الكثيرة، وحتى البلديات، والبلديات لها حق مشروع لا شك، ولكن سأركز على الجانب "الإنساني"و" الحاجة " لهذه النساء، وفقرهن لا شك، الذي لا يجدي معه راتب وزارة الشؤون الاجتماعية أو يسد رمقهن أو حاجتهن. هؤلاء النساء السعوديات، ومن على مسارهن بالبحث عن لقمة العيش "بهذا السن " يجب أن يكون لهن معالجة خاصة ومنفردة بحيث، يحصلن على كفاف العيش أولا بعد التأكد من وضعهن وحالتهن المادية، ومن ترغب العمل يجب أن توفر لهن سبل العمل الحقيقي بكل الظروف التي تسمح لهن بمزاولة العمل، يجب ان نغير من سلطة التخويف والخوف من عمل المرأة التي هي "بحاجة" له، ولا يمنعها من ذلك ويقف أمامه إلا ظرف "مجتمعي" يرى "العيب" والرفض لها بالعمل، ولكن لا يرى بأسا بأن تبيع في رصيف أو شارع أو حتى تتسول، هذه الرؤية السلبية العميقة، بسطوة مجتمع غالبها "الحذر" من المرأة، وهي التي تعتبر محتاجة لا الرجل، ومع ذلك ينظر لها نظرة الخوف والريبة من عمل تقوم به. نعترض على عمل المرأة ونحن من اقل البلدان في توظيف ونسبة المرأة في القوى العاملة، وهذه تقارير دولية، وسيظهر من يقول وما علاقتنا بها؟ ولكن العلاقة تعكس خللا اجتماعيا، فقر وحاجة، فهل كل مرأة لها من يعيلها أو يصرف عليها؟ يجب أن ندعم المرأة، وكبيرات السن خصوصا، بتهيئة حياة كريمة لهن، بمنزل أولا وسكن وعلاج طبي، ومن تريد أن تعمل، لتعمل ما المانع بتوفير سبل مناسبة لها، ولعل الأبرز هنا، أن نجد المرأة اكثر مثابرة وإصرارا على العمل، ولكن لا تجد الفرصة رغم انها في حالتنا كبيرة سن ؟؟ وتعكس الحاجة، أتمنى أن تبادر وزارة العمل والبلديات بدعمها، وصناديق الدولة عديدة جدا لدعم هذه الفئة لتكسب عيشها بحلال وتكفي حاجتها وتؤسس بداية عمل حقيقي منظم ومحمي بجهات رسمية بدلا من العشوائية السائدة.