أدلت أوبرا وينفري المذيعة التلفازية القديرة ورائدة البرامج الحوارية الشهيرة باعترافات مثيرة وخطيرة قالت فيها إنها كانت تقود سيارتها وهي تحت تأثير الخمر ، بيد أنها كانت تفلت من يد العدالة ولم يتمكن أحد من القبض عليها ! وقد جاء هذا الاعتراف المثير أثناء مقابلة أجرتها أوبرا قبل فترة مع تريسي غولد التي تم ضبطها تقود سيارتها وهي مخمورة . يشار إلى أن تريسي التي يبلغ عمرها حالياً 35 سنة ، والتي مثلت دوراً في الفيلم السينمائي الناجح «الآلام المتزايدة (Growing pains) الذي تم عرضه في الثمانينات من القرن المنصرم ، قد أمضت ليلة في السجن بعد أن فقدت السيطرة على سيارتها على أحد الطرق العامة في كاليفورنيا فانقلبت السيارة عدة مرات ، مما أدى إلى إصابة زوجها واثنين من أطفالها الذين كانوا معها على متن السيارة ، فهي أم لثلاثة أطفال ، هم ساج البالغ من العمر ثماني سنوات وبيلي البالغ من العمر ست سنوات وإيدان وعمره سنة واحدة. وفي محاولة لتهدئة تريسي التي كانت ثائرة ومهتاجة ، تحدثت إليها أوبرا بقولها:« إن ما ستعترفين به اليوم هو ما أقدم عليه الكثيرون منا - بمن فيهم أنا . بيد أن أحداً لم يقبض علينا . وسوف نتعلم من أخطائك». ولم تشأ أوبرا الإفصاح عن تفاصيل ما أقدمت عليه عندما قادت سيارتها وهي تحت تأثير الخمر ؛ ولكنها استجوبت تريسي عن الحادثة التي وقعت لها فأفضت إلى تصفيدها بالسلاسل وأصبحت ترسف في الأغلال إثر الكشف عليها واكتشاف إقدامها على معاقرة أم الكبائر والإسراف فيها بما يتجاوز الحد المسموح به قانوناً بمقدار الضعف. وقد تحدثت تريسي عن هذه الحادثة واصفة إياها بأنها النقطة الأكثر سواداً في حياتها ؛ كما أنها اعترفت بأن وزنها كان أقل من 80 رطلاً عندما كانت تعاني من فقدان الشهية للطعام(anorexia ) . وكانت أوبرا تومىء بالإيجاب وتؤيد تريسي وهي تصف كيف أنها أضطرت لإحتساء كميات كبيرة من الخمر ، وكيف أنها اكتشفت أنها تناولت من المسكر أكثر مما ينبغي عندما كانت مع أفراد أسرتها في ظهيرة أحد الأيام في الموسم الفائت . وأوضحت أن زوجها روبي مارشال كان هو الذي يتولى دائماً قيادة السيارة للعائلة إلى أن جاء اليوم المأساوي ، والذي وصفت تريسي ماحدث فيه قائلةً :«أصبح من الواضح في نهاية اليوم أن زوجي لا يستطيع قيادة السيارة إلى المنزل؛ فقد كان مخموراً حتى الثمالة». أما روبي ، فقد أقنع زوجته تريسي بأنها غير ثملة وأنه بإمكانها أن تجلس خلف عجلة القيادة . أما تريسي نفسها ، فقد وصفت نفسها قائلة :«إنني لا أشعر بأنني في حالة سكر مع أن من الواضح أنني كنت كذلك». وقد أصرت تريسي على أنها لم تقم إطلاقاً بقيادة سيارتها وهي تحت تأثير الخمر وأنحت باللائمة في هذه الحادثة على أسرافها في تناول الخمر مما أعطاها الإحساس بأنها على مايرام . وأعربت تريسي عن اعتقادها بأن الكأس كان أكبر من المعتاد . وبينما كانت تريسي تتحدث عن تجربتها الشخصية في شرب الخمر والنبيذ، كانت أوبرا تصغي إليها بتعاطف واضح . وشرحت تريسي كيف أنها قفزت إلى مقعد السائق ثم حدث بعد ذلك أسوأ مايمكن توقعه . فقد تحدث ستيفن ريد بدوريات أمن الطرق السريعة واصفاً ماحدث بقوله :« فقدتْ التحكم في السيارة ، فانحرفت السيارة نحو اليمين ثم انقلبت رأساً على عقب فصار عاليها سافلها وارتطمت بحاجز جسر وتقلبت عدة مرات قبل أن تستقر أخيراً علي عجلاتها .وقد أسفر الحادث عن حدوث كسر في رقبة روبي بينما إنقذف أحد الأطفال بعيداً عن السيارة . ولم يصب أحد الأطفال بأذى في حين أن طفلاً آخر أصيب بكسر في عظم الترقوة.ووصف جيفري غوريل نائب المدعي العام بمقاطعة فنتورا ماحدث قائلاً :« إن عدم موت أي شخص يعد معجزة حقيقية». أما تريسي فقد استطردت في وصف حالتها المزرية والليلة التي أمضتها خلف القضبان ووطأة الإحساس بالذنب جراء مغامرتها بحياة أفراد أسرتها وتعريضهم للخطر الداهم والمخاطر المحدقة. وقد صدر بحقها حكم يقضي بوضعها تحت المراقبة والتجربة لمدة ثلاث سنوات كما سحبت منها رخصة القيادة لمدة عام . وأقسمت تريسي وقطعت على نفسها عهداً بألا يتكرر ماحدث على الإطلاق . أما أوبرا التي اعترفت في برنامجها أيضاً بأنها تعاطت مخدر الكوكائين ذات مرة ، فقد أقرت بأن محنة تريسي قد كانت بمثابة إنذار وتذكار لها بسلوكها الشخصي. وبكل حال، تظل أوبرا - هذه النجمة البالغة من العمر 51 عاماً -من كبار المناصرين المؤيدين لجمعية «الأمهات المعارضات لقيادة السيارات تحت تأثير الخمر(Mother Against Drunk Driving/MADD )؛ وقد عرضت في برنامجها في الكثير من المرات العديد من المشاهد المأساوية لضحايا حوادث السيارات التي يقودها سائقوها وهم في حالة سكر. ففي هذا الخصوص ، تحدثت أوبرا قائلةً :« أستطيع أن أراهن على أن هنالك العديد من الأشخاص الذين قاموا بماكنت تقومين به تماماً ، وهو قيادة السيارة تحت تأثير الخمر». وأردفت تقول :«وحقيقة أن تريسي عرضت نفسها على نحو ما رأيتم ، وأن المبرر لسماع ماقالت والإصغاء إليه من قبلنا جميعاً ، إنما يتمثل في أن يصبح هذا بمثابة جرس إنذار لنا جميعاً. وخاطبت أوبرا مشاهدي برنامجها قائلة:«بمجرد أن تستمعوا لهذا فإنه سوف لن يكون بوسعكم أن تتظاهروا بأنكم لم تسمعوه».