رفع المشاركون في "المؤتمر السادس لآثار وتراث البحر الأحمر: دروس الماضي وآفاق الحاضر والمستقبل"، الذي عقد في منطقة تبوك، شكرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفطهما الله - على عقد هذا المؤتمر، الذي اختتم أعمال جلساته، وبدأ المشاركون زيارات ميدانية لمواقع سياحية في منطقتي تبوك والمدينة المنورة. كما شكر المؤتمرون صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على دعم المؤتمر. وأوصى المؤتمر بإنشاء كيان بحثي (مركز أو مؤسسة)، ليكون مظلة يتم من خلالها إجراء البحوث فى كل المجالات والتخصصات المتعلقة بالبحر الأحمر، وتتكامل في إطاره جهود الباحثين، مع تأمين التمويل اللازم له. ودعا المؤتمر في توصياته الجامعات السعودية إلى إدراج آثار البحر الآحمر، ضمن برامجها الدراسية والتدريبية، وتوفير كل أنواع التدريب للآثاريين السعوديين في مجالات الاستكشاف وحماية التراث، وعرض وإبراز التراث الثقافي في أعماق البحر الاحمر. وطالب المؤتمر بإجراء مسح منهجي شامل لتحديد المواقع الآثرية الساحلية تحت الماء على امتداد شواطئ البحر الأحمر، وإنشاء قاعدة بيانات لتصنيف وتحديد حالة وعمر تلك المواقع وتطوير إجراءات حمايتها، وتصميم برنامج محاضرات عن تراث أعماق البحر ضمن الدورات التدريبية لاعتماد شهادات الغوص، وتأسيس كيان مدني يكون مسؤولاً عن تنظيم ومراقبة نشاطات الغوص، ومراقبة آثارها على البيئة وعلى التراث الثقافي للبحر الأحمر. وأكد المؤتمرون أهمية تقييم ومراقبة شواطئ وجزر البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، وذلك لحماية كائنات البيئة البحرية الحساسة أو النادرة مثل أشجار المانغروف والشعب المرجانية والشواطئ الرملية التي ربما تشكل أماكن حاضنة لبيض السلاحف البحرية، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية شجر المانغروف، بما في ذلك إنشاء منطقة عازلة لحمايته من الانقراض. وأوصى المؤتمر باتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لمراقبة الشعب المرجانية وحمايتها، باعتبارها من العناصر البيئية والاحيائية الرئيسية فى البحر الأحمر، وبمراقبة نشاطات الصيد للتأكد من عدم استخدام التقنيات العشوائية والمدمرة التى تؤدي إلى التأثير سلباً على الحياة البحرية، ومسح وتقييم مدى انتشار ووفرة أسماك القرش. وبشأن مواقع ما قبل التاريخ، أكد المؤتمر أنها ذات أهمية كبيرة، وأنه يجب إبلاغ الجهات ذات الصلة لوضعها تحت الحماية، داعيا إلى تشجيع وتوفير الدعم اللازم للدراسات المقارنة التي تتناول البلدات التاريخية الواقعة على امتداد شواطئ البحر الأحمر، بما يساهم في حماية هذه البلدات، إضافة إلى تشجيع ودعم إجراء البحوث التي تجري عن الحياة في فترة ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية. وحض المؤتمر على إنشاء كيان لتدريب المتخصصين السعوديين للانخراط في جهود تأهيل وترميم وتجديد المنازل القديمة في مدن البحر الأحمر مثل جدة وينبع، وإنشاء محمية طبيعية فى منطقة تبوك، وتوثيق وتسجيل الثقافة البحرية للسواحل الافريقية والعربية وتحديد القواسم المشتركة بينهم، إضافة إلى رفع الوعي بثقافة البحر.