أكد الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان أن الإسلام دين سلام وتسامح جاء لتحقيق مصالح جميع الناس ورقي البشرية، ولم يكن قط دين إرهاب أو عنف كما يسعى البعض لإلباسه زوراً وبهتاناً. وحذر الدكتور اللحيدان مما يواجهه الدين الحنيف من هجوم إعلامي مكثف في السنوات الأخيرة وحملات متعمدة لتشويهه وذلك خلال محاضرة أقيمت أمس في العاصمة الألبانية تيرانا بعنوان " التبادل المعرفي كأداة لصنع السلام" ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية بحضور وكيل وزارة الثقافة الألباني عباس هادو وفيكتور شارة رئيس المجمع الديني بإدارة العلاقات الدولية. وفي بداية الندوة أبدى وكيل وزارة الثقافة الألبانية سعادته بإقامة هذه الأيام الثقافية للتعرف على مدى ما تتمتع به المملكة من تراث وثقافة، مشيداً بحسن تنظيمها وتقديمها لصورة وافية عن ثقافة وتراث وحضارة المملكة. وأكد انه جرى خلال هذه الأيام الثقافية استكشاف ما يجمع بين الثقافتين السعودية والألبانية من تراث زاخر، معربا عن تشوقهم لإقامة الأيام الألبانية الثقافية في المملكة في اقرب وقت ممكن لتعريف الشعب السعودي بالثقافة الألبانية وتراثها. عقب ذلك استعرض الدكتور اللحيدان مبادئ الإسلام في مسألة العلاقة مع غير المسلمين مشيرا إلى أن الثقافات لابد أن تجمع الناس ولا تؤدي إلى صدامهم كما ادعى البعض، فالثقافة كانت أبداً جسراً للمحبة والسلام ولم تكن أبدا سبباً للصدام والصراع. وأوضح أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بعث برسالة ثقافية إسلامية عالمية مستشهدا بالآية الكريمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وفي كل سلوكه كان مثالا للرحمة والتسامح حتى مع الذين أساءوا له خلال 23 عاما من الدعوة. وأكد اللحيدان أن العالم لم يشهد مثل الحضارة الإسلامية في التعامل مع المخالفين لها فالمسلمون عندما فتحوا البلاد لم يجبروا أحدا على دخول الإسلام واحترموا معابد غير المسلمين، والمنصفون من علماء الغرب اقروا بذلك. مشيرا إلى أن المسلمين لا يدعون ان تاريخهم هو سنوات من الكمال ولكن هناك بعض الحكام الذين أساءوا ولكن هذا لم يكن عائدا للدين الحنيف وإنما لشخصيات هؤلاء الحكام. وفي العصر الحديث هناك أشخاص أساءوا للدين الإسلامي بارتكاب أعمال العنف والإرهاب لكنهم يبقون فئة قليلة جدا لا تكاد تذكر.. ولو كان الدين الإسلامي يحث على العنف في ظل وجود مليار ونصف مليار مسلم لتحول العالم إلى ساحة معركة لكن لان الإسلام يحث على السلام فإننا لا نرى إلا فئة قليلة شاذة لها مثيلها في الأديان الأخرى. بعد ذلك قدم الدكتور اللحيدان عرضا لمبادئ العلاقات التي وضعها الإسلام لتحكم علاقة المسلمين بغير المسلمين منها الإعلاء من شأن الإنسان بصفته إنسانا "وكرمنا بني ادم" ومبدأ المساواة بين الناس دون النظر إلى أعراقهم في حين أن بعض النظريات الحديثة تدعي أن بعض الأعراق تتفوق على غيرها مثل نظرية التطور والارتقاء أما في الإسلام فالجميع من اصل واحد. ومبدأ التسامح "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" والتسامح يعني القبول بالعيش المشترك والتسليم بالتواجد السلمي وبيان الدعوة للآخر لا يعني عدم التسامح معه ومبدأ الحرية حيث أن الرسول نهى احد الصحابة من إكراه ابنه على الإسلام ومبادئ التعاون الدولي والمعاملة بالمثل وكذلك الالتزام بالعهود والمواثيق "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا". وأكد اللحيدان خلال المحاضرة أن الإسلام قد يكون الدين الوحيد الذي تعامل باحترام لاتباع الديانات الأخرى فأهم ما يميز الدين الإسلامي أن المسلمين يعتقدون أن الله أرسل في كل أمم الأرض أنبياء بينما نجد في الديانتين المسيحية واليهودية من يعتقدون أن الأنبياء هم الذين أرسلوا فقط في بني إسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام فيما يحثنا الإسلام على الإيمان بكل رسله وهذا دليل على أن السلام دين عالمي ولم يبعث الرسول الكريم إلى قوم محددين.