أكد عدد من العلماء والمهتمين بالشأن الإسلامي أن المؤتمر العالمي للحوار الذي يعقد في رحاب أم القرى برابطة العالم الإسلامي برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يؤكد أصالة مفهوم الحوار مع الآخر في ضوء الكتاب والسنة وقالوا في تصريحات ل(الندوة) أن الحاجة الماسة للحوار إلى نشر ثقافة التعايش والتسامح في عالم أصبح بمثابة قرية صغيرة تتلاقح فيها الثقافات عبر وسائل الإعلام المختلفة وتطلعوا أن ينجح المؤتمر.. وفيما يلي نص الحوارات: الحوار سمة المملكة في البداية يقول الدكتور ظفر الإسلام خان رئيس مجلس المشاورة الإسلامي لعموم الهند ورئيس الاتحاد للمنظمات الإسلامية في الهند : لا شك ان الحوار سمة هذه البلاد؛ بلد الأمن والأمان منذ تأسيسها وأضاف بأن الحوار الإسلامي مع غير المسلمين له خصائص ومميزات وأساليب لنقل مضامين سامية يتم من خلالها تعريف الناس بمبادىء الإسلام الحنيف. والحوار العالمي يعني إدراك للغة العالمية التي يتحدث بها للتواصل معها وبث أدبيات الإسلام وأخلاقياته ومبادئه من خلالها، وقال من هنا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لموضوع الحوار ومبادئه والمبادرة الكريمة وأهميتها والتي تعقد في رابطة العالم الإسلامي ليرسخ مفهوم السماحة بيننا وبين الآخرين باعتبار حكومة المملكة راعية السلام والأمن والأمان والاطمئنان. وأتمنى أن ينال هذا المؤتمر العالمي النجاح والتوفيق. نتطلع لنجاح المؤتمر ومن جهته قال الدكتور خورشيد أحمد خان رئيس اللقة الإسلامية في أمريكا الشمالية إن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله تنطلق من منطلق ايماني واسلامي وأن كلمته الضافية فيها الكثير من الخير للإسلام والمسلمين وفيها أيضاً ما يدل على نظرته الثاقبة والشاملة للعالم أجمع وكما هو معلوم لدى الجميع أن الدين الإسلامي الحنيف الذي ننتمي إليه كافة رسالة عالمية لا يختص بها شعب دون شعب ولا عرق دون عرق آخر. وأضاف: إن الصراع بين الحضارات سيكون له آثار سلبية تنعكس على الشعوب والقيادات وستخلف أضراراً بالغة على مستوى العلاقات الدولية ولذا فإن من الأهمية بمكان أن يرتقي المختصون والمفكرون من كافة أنحاء المعمورة بالنظر فيما يحقق الصالح العام.وقال إننا نتطلع لنجاح هذا المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار واسأل الله التوفيق للجميع. منعطف تاريخي أما البروفيسور فضل الرحمن الصديقي من جامعة جواهرلال نهرو بدلهي فيقول الدعوة الكريمة التي تلقيناها من خادم الحرمين الشريفين تحمل في كل حروفها الحب والوئام والعمل على إحلال السلام في ربوع العالم أجمع، وقال: إن الدعوة للحوار تشكل منعطفاً في تاريخ الأمة الإسلامية وبالأخص في وقتنا الراهن الذي لا يمكن تجاهل دور الفهم السيىء للإيمان واعتناق التوجيهات المتطرفة كأساس في العلاقة بين الأديان. وأضاف: إن الحوار مع أي جهة كانت لن يتم إلا بعد أن يتم تحديد القيم المشتركة بين الفئات المتحاورة وأن أهمية انعقاد هذا المؤتمر في مهبط الوحي والفرقان مشيداً باهتمام خادم الحرمين الشريفين رعاه الله لتحقيق التفاهم والتعايش والتواصل بين شعوب الأرض قاطبة وجهود لا توصف. توحيد القلوب وقال البروفيسور راحة الواسع أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملة الإسلامية إن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر تزيد من أهميته وتؤكد أصالة مفهوم الحوار مع الآخر وكم أتمنى أن يتحقق من خلال هذا الحوار العالمي الهام النجاح والتوفيق وإيجاد صيغة مشتركة وموحدة حتى يتم التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار ووضع آلية يمكن من خلالها توحيد الصف الإسلامي والوقوف أمام التيارات التي هدفها السعي وراء إثارة الشبهات وإيقاع الخلافات بين المسلمين أنفسهم شعوباً وحكومات ولايتحقق ذلك إلا إذا توحدت القلوب وصفت النيات وتوحدت الأساليب والوسائل المستخدمة في الحوار. رجل السلام وأوضح البروفيسور الشريف محمد العلويني رئيس المنظمة الإسلامية الأوروبية للأعمال الخيرية والإنسانية ورئيس الأكاديمية الأوروبية للثقافة والعلوم الإسلامية إن العالم أحوج ما يكون اليوم إلى التكاتف والتعاون والإجماع لمواجهة التحديات والمخاطر، وقال إن مقتضيات الحوار عديدة ولابد من الأخذ بها ومن أهمها التعارف وفتح الأجواء الاجتماعية وأضاف: إن فكرة الحوار ليست وليدة اليوم وإنما هي أمنية تسري مع الزمن وللمسلمين أجمع،وقد امتثل رسول الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم فجادل المخالفين له في الدين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة حاورهم وجادلهم في حال القوة والضعف وفي السلم وفي الحرب وأمر بذلك. وإن الحوار مع المخالفين واجب وللأسف فقد فرط فيه كثير من الناس والدعاة و المصلحين ومن المؤسف له وفي الوقت الذي نجد فيه دعاة التقريب بين الأديان ودعاة العصرانية ينشطون لذلك ويعقدون الندوات والمحاضرات والمؤتمرات تارة باسم التعاون وتارة أخرى باسم التسامح والتعايش وثالثة لتحاشي النزاعات وصدام الحضارات ومن هنا تكمن أهمية المؤتمر الذي دعت إليه الرابطة برعاية كريمة وسخاء منقطع النظير من خادم الحرمين الشريفين رجل السلام والمحبة والوئام. الحوار لغة الإسلام أما الحاج إبراهيم شريف رئيس المجلس الإسلامي في ليبيريا فيقول: الحوار هو لغة الإسلام وإن الكيفية الصحيحة لمعالجة الإساءات التي نراها بين الفينة والأخرى يكون عن طريق الحوار، إذن فالإنسانية بحاجة إلى الحوار في علاج تلك الإساءات حيث يجب ألا نرد عليهم بمثل إساءتهم لأننا نؤمن بجميع الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الخالق جل وعلا ونحترمهم ونجلهم ونقدرهم. وقد أمرنا بذلك الله عز وجل، وأن العلاج الأمثل هو أن نكرس جهودنا ونبذل كل ما في وسعنا عن طريق الحوار لإيضاح حقيقة الإسلام الناصعة البياض. وقال: إذا كنا نتألم من اتهام الإسلام زوراً وبهتاناً بالارهاب وسفك الدماء والقتل فإنه علينا واجب الرد ودحض الشبهات وابطال الأقاويل والافتراءات وذلك عن طريق الحوار ووسائل الإعلام المختلفة. عالمية الحوار ومن جهته قال الدكتور جمعة شيخة الأستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تونس: الحوار الإسلامي مع الشعوب من الأمور التي يحتاج إليها المسلمون لمواجهة ما يتعرض له الإسلام ورموزه من تشويه بما تروجه الحملات الإعلامية ضده من أباطيل يغذيها أعداء الأمة، وأضاف الدكتور جمعة قائلاً: إن حوار المسلمين مع الشعوب الأخرى يبرز محاسن هذا الدين الإسلامي الخالد وفضائله والتعريف بما فيه من قواعد شاملة للحياة الإنسانية السوية، وأضاف: إن الحوار أسمى من الجدل وهومبدأ شرعي جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله تبنى قضية الحوار على دائرتين: دائرة الحوار الوطني والفعاليات الوطنية من مختلف أرجاء الوطن. وأضاف: بأن مؤتمر مكةالمكرمة يعزز فرص التعايش السلمي ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الدولي،وان الحوار مع غير المسلمين له منافع عديدة يلمسها المسلمون الذين يعيشون خارج حدود العالم الإسلامي، مؤكداً أن المؤتمر عمل إسلامي كبير. وقال أتمنى من المولى جل وعلا أن يخرج هذا المؤتمر بالمنافع العديدة ومن أهمها تعريف العالم بأن الإسلام ينبذ لغة الصراع ولا يقبل بنظريات الصدام فهو دين الحوار والتسامح والتفاهم والتعاون. كما آن الأوان أن نبادر نحن المسلمين بشكل عملي بدعوة اتباع الديانات الأخرى ممن يبحثون عن الحق معنا على مائدة الحوار الجاد اتباعاً للهدي الرباني الذي جاء به القرآن الكريم دستورنا الخالد متسلحين بالعلم والمعرفة. وإنني أسأل الله العلي القدير أن يوفق هذه الوحدة النيرة إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء إنه سميع مجيب.