سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سلطان كان يعمل من عقيدة وإيمان وفلسفة إستراتيجية جامعاً بين الدين والدنيا وعمارة الأرض والآخرة نائب وزير الدفاع يحاضر في المدينة المنورة عن والده:
قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع: إن والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - أوصى أبناءه قبل رحيله بوصايا عدة منها اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة، وعدم ردّ أصحاب الحاجات، وكان يرى أن الله تعالى أكرمه بهم ليزيد في حسناته فكيف يردّهم، كما أوصاهم بالبشاشة عند استقبال الناس وعند قضاء حوائجهم وعند توديعهم. وأكد في محاضرة مساء أمس الاول في الجامعة الإسلامية بعنوان "المواقف الإنسانية في حياة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله"، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، أن الأمير سلطان - رحمه الله - لم يكن يعمل من فراغ بل عن عقيدة وإيمان وفلسفة إستراتيجية جامعاً بين الدين والدنيا وعمارة الأرض وعمارة الآخرة. وقال سمّوه إن مواقف والده - رحمه الله - كافةً كانت محكومة بعدد من المبادئ التي التزمها في حياته وأوصى بها أبناءه قبل رحيله. ومثّل لها بثمانية نماذج هي أن خدمة المجتمع وتيسير أمور المواطنين فرض وواجب على كل مسؤول، وأنّ العمل في صمت والسعي إلى الخير بلا مراءاة، كما أنه كان يرى ألا منَّة على أحد مهما امتدت المشاريع داخل المملكة أو خارجها مصداقاً لقوله تعالى: "قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى"، وكان يعتمد الرؤية الإنسانية الخالصة من دون تحيُّز لدين أو عرق أو جنس أو نوع، إضافةً إلى اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة وعدم ردَّ أصحاب الحاجات. وحول فلسفة سموّ الأمير سلطان -رحمه الله- في مشاريع بناء القوات المسلحة السعودية وتطويرها والاهتمام بمنسوبيها، قال سموه: لقد وجَّه سموُّه عناية خاصة لإنشاء المناطق العسكرية ومشاريع الإسكان والمستشفيات والمدارس والمعاهد والمنشآت الرياضية وغيرها من مشروعات عملاقة لتحقق لمنسوبي القوات المسلحة كل أسباب الاستقرار الوظيفي والنفسي والاجتماعي والمادي حتى يؤدوا أعمالهم بكفاءة وفاعلية. وفي تحليله لفلسفة سموه في إقامة تلك المشروعات، قال إنها تقوم على أن القوات المسلحة منوطة بها امتلاك القوة حيث إن امتلاكها ضروري وتوازنها مع القوى الخارجية حتميّ، فالقوة العسكرية هي التي تحمي قوى الدولة الأخرى فهي تحمي القوة الاقتصادية، فلا اقتصاد من دون قوى تحمي إنجازات الدولة الاقتصادية وموارده الطبيعية، والاقتصاد بلا قوة تعصمه يظل مهدداً يستجدي حماية الآخرين، والقوة العسكرية هي التي تحمي القوة السياسية فالسياسة تعتمد على ما تمتلكه من أدوات تتعامل بها داخلياًَ وخارجياًَ وأولها وأهمها القوة العسكرية. أما فلسفة سموّ الأمير سلطان -رحمه الله- في إنشاء جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، فقد جاءت نابعةً من رؤية سموّه لأمور عدة لخصها الأمير خالد بن سلطان في أن المياه عصب الحياة وسبب النمو والنماء وقاطرة التنمية الشاملة المستدامة. الأمير خالد بن سلطان يتسلم هدية تذكارية من الدكتور محمد العقلا وعن جهود سمو الأمير سلطان -رحمه الله- في الاهتمام بالمجالات العلمية والبحثية، قال الأمير خالد بن سلطان، إنها تأتي من فلسفة لدى الفقيد، أهمها أن تعلم العلم لله خشية وطلبه عبادة ومذاكراته تسبيح والبحث عنه جهاد، وأنّ طلب العلم فريضة على كل مسلم، وكان سموه يستشهد بمأثور القول: ماتصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر ومداد العالم أفضل من دم شهيد، كما أن العلم والمعرفة - وسبيلهما البحث وتطوير أدواته. وشهدت المحاضرة عدداً من المداخلات، حيث قال الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي إن هذه مناسبة قيمة لاعتبارات عدة أولاً هي تتكلم عن سمو الأمير سلطان رحمه الله، والذي يتحدث عنه هو ابنه الأمير خالد بن سلطان الذي رافقه طوال حياته، ونحن جميعاً نعتبر أبناء سلطان -رحمه الله-، ونعجز عن حصر ما قام به من أعمال خيرية. نائب وزير الدفاع يتحدث مع الطفل عبدالله الجريد فيما قال اللواء الدكتور فيصل بالي في مداخلة، "أنا شاهد على أعمال سموه الخيرية وعلى مشاعره الفياضة التي لا توصف، وروى الأديب حمد القاضي موقفاً إنسانيا". واقترح الأستاذ يوسف الميمني أن تصدر السيرة الذاتية لسموه في موسوعة مطبوعة ليقتدي الجميع به، وطلب الأستاذ قينان الغامدي في مداخلته كتابة شخصية سلطان الإنسان، أما معالي الدكتور عدنان المزروع قال: إن مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية تعتبر أكبر مدينة تأهيل في العالم وهي مستشفى وجامعة ومركز أبحاث في آن واحد وهي مفخرة للمملكة. وطرحت الدكتورة إيمان عزام من جامعة طيبة فكرة مشروع خيري في المدينة يحمل اسم الأمير سلطان رحمه الله، وهنا أكد سموه أن الموضوع سيدرس من خلال مؤسسة الأمير سلطان الخيرية بإذن الله. الأمير فيصل بن سلمان خلال حضوره المحاضرة وتحدث الطفل عبدالله الجريد من مدينة حائل الذي التقى الأمير سلطان رحمه الله حين كان عمره عاماً ونصف وتكفل سموّه حينها، بنفقة علاجه حيث أجريت له عملية صعبة في ألمانيا لمعالجة التواء في العمود الفقري على نفقة سموه، وقال الطفل: أترون تلك الابتسامة؟ هل رأيتموها تفارقه يوماً؟ جئت اليوم لأعبر عن شكري لله تعالى ثم للأمير سلطان الذي أحببته من قلبي. وفي ختام المحاضرة قدّم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا هديّة تذكارية لسموه".