معرض الرياض الدولي للكتاب حدث ثقافي سنوي مُهم يجذب الجميع -بغض النظر عن اختلاف أطيافهم واهتماماتهم- لزيارته والحديث عنه وتسجيل انطباعاتهم حول فعالياته، وفي كل دورة من دورات المعرض لابُد أن يكون للشعر النبطي أو الشعبي حضور يتجسد في تواجد إصدارات مُبدعيه من الشعراء أو في حضور إصدارات المُهتمين والباحثين في شؤونه، وأعتقد أن حضور الشعر الشعبي هذا العام يُعد حضوراً جيداً إذا ما قورن بالأعوام السابقة، وهو حضور يؤمل أن يكون أكبر وأكثر تميزاً خلال الأعوام القادمة بإذن الله. فقد شهدت أيام المعرض هذا العام تواجد عدد من الشعراء الشباب المبدعين على منصة التوقيع لتوقيع إصداراتهم الشعرية الجديدة، إذ وقّع زايد الرويس ديوانه (وريث الريح) الذي تضمن قصائد مختارة انتقاها الشاعر بعناية من بين أكثر من ألف قصيدة كُتبها خلال عقد من عُمر تجربته الشعرية بحسب مقدمة الديوان، وقام الشاعر سعيد بن مانع بتوقيع ديوانه الذي حمل اسماً جميلاً هو (بكامل قواي القلبية) وتميز بجودة مادته الشعرية وجمال إخراجه، وكذلك وقّع الشاعر عبدالله البكر ديوانه (وانتهينا) الذي تميز ببياض وشفافية وجمال لغته بدءاً من مُقدمته إلى آخر حرف فيه. الحضور الأقوى للشعر النبطي كان في جناح هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة وفي إصدارات (أكاديمية الشعر) التي طبعت عدداً من الإصدارات الشعرية المتميزة من بينها (ديوان محمد بن فطيس المري) وديوان (صوت قديم) لعايض الظفيري وكتاب (خمسون شاعراً من الإمارات) للأستاذ سلطان العميمي في طبعة جديدة وغيرها الكثير، أما الحضور الأعمق للشعر النبطي فكان من خلال إصدارات (دار جداول) التي حضرت بإصدارين رائعين هما (تاريخ الشعر النبطي) للباحث المعروف إبراهيم الخالدي، ويتضمن هذا الكتاب الذي صدر عام 2011م رصداً تاريخياً موجزاً لأهم الأحداث المتعلقة بالشعر النبطي في ألف عام (1000-2011م) ويتميز الكتاب بثراء المعلومات التي تضمنها مما يجعل الاطلاع عليه أمراً ضرورياً لكل مهتم أو باحث، الإصدار الثاني والأحدث هو تحقيق (مخطوطة العسّافي) للزميل والباحث القدير الأستاذ قاسم الرويس، فعلاوة على قيمة المخطوطة ومميزاتها العديدة التي أشار لها في تمهيده تزداد قيمة هذا الإصدار بالخلفية الثقافية الكبيرة للمُحقق والإضافات المثرية والتزامه الدائم بمسألة التعامل مع الشعر النبطي وما يتعلق به وفق منهج علمي رصين. إضافة لما سبق تقع عين الزائر للمعرض على العديد من الإصدارات الشعرية الجديدة التي تستحق الوقوف عندها من بينها ديوان الشاعر الشاب عبدالعزيز السبيّل (الساعة زمان)، والطبعة الثانية المزيدة والمُنقحة من كتاب (طواريق النبط) للباحث إبراهيم الخالدي أيضاً. تنامي حضور الدواوين الشعرية والإصدارات التي تختص بالشعر النبطي في معرض الكتاب مؤشر إيجابي يبعث على الابتهاج ويدل على حجم النشاط في ساحة الشعر النبطي، وكل مُحب لهذا الشعر يأمل أن يحضر الشعراء والمهتمون في المعارض القادمة بكامل قواهم الإبداعية للوصول إلى شريحة أكبر من المتلقين. أخيراً يقول فيصل بن طوالة: أنت تستاهل جميع اللي خذيته وكل شيٍ جاك ما أعتبره حسافه والقصيد اللي على شانك بنيته ينهدم معناه لو ما كنت قافه