سبق وأن تحدثنا عن الراوية رضيمان بن حسين الشمري رحمه الله تعالى من حيث إسهامه التراثي المتنوع والذي امتد حوالي خمسة عقود متتالية من الزمن الذي لا يعود لكن صدى ذكرى رضيمان رحمه الله تعالى لا يزال يتردد في المجالس التي يرتادها وله فيها إثراءات قيمة وثمينة وكذا فإن صدى هذه الذكريات الكثيرة عالقة في أذهان الذين استمعوا إليه وشدهم حسن طرحه في عرض القصيدة والسالفة فليس هو بالممل الذي يكرر كلامه حتى يضجر السامع بل لديه جاذبية الروائي وسحر البيان وبلاغة القوى والألفاظ والعبارات والجمل والمفردات. هذا من حيث روايته أما شعره بالنسبة لروايته فهو شيء قليل لا يذكر بالنسبة للمخزون الذي في ذاكرته الموسوعية وفي هذه المرثية التي رثى بها رضيمان رحمه الله والده حسين رحمه الله قبل عشرين سنة تقريباً فقد كانت هذه الفاجعة المؤلمة لخاطرة وجادت قريحته وهو قد عاش مع أبيه طفولته وصباه وشبابه بحائل في قرية في فيد تلك القرية الغارقة في القدم الراسخة في سجلات التاريخ والجغرافيا وفي صفحات الرحالة العرب والأجانب فلقد تربى رضيمان على يد والده هو وإخوته ونشأ وترعرع وأخذ عن أبيه علوم ومكارم الأخلاق ومنها بدأ بحب الرواية الشعبية وقصيدته هذه المحزنة يذكر فيها الفضل الكبير والعظيم لوالده الذي لم يدخر وسعاً وجهداً في تنشئته هو وإخوانه هذا مع تلك الأيام والسنوات الغابرة المزدحمة بالفقر والبؤس والأمراض والسعيد من حاز قوت ليلته ويومه ، ويؤكد رضيمان هذا قائلاً في قصيدته: ياما نقل عنا حمول الثقايل أيام ما يوجد بنجد تجارة ولم يفت رضيمان رحمه الله تعالى وهو صاحب التجربة في هذه الدنيا أنها ليس له قرار ولا ثبات ولا دوام وكأن رضيمان يشير إلى بيتي أبي البقاء الرندي الأندلسي رحمه الله فهذان البيتان اللذان أصبحا أشهر بيتين في قصيدة الرندي في رثاء الأندلس وهما: لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان يقول: رضيمان واصفاً الدنيا: دنيا تورينا النكد والغلايل وحلاوته لابد تصبح مراره لو أمهلت شيله على الناس سايل لابد من تفجأ الخلايق بغاره والجدير بالذكر أن أول شخص أخذ عنه رضيمان رحمه الله الأخبار والقصائد والحكايات هو الراوية فهد السرهيد فهو أستاذ رضيمان الأول وشيخه في الأدب الشعبي فكان رضيمان رحمه الله يلازمه في قرية فيد أيام الصبا والشباب قبل أن يرحل إلى مدينة الرياض ويستقر فيها ومن الذين أخذ عنهم الرواية رضيمان رحمه الله الراوية الكبير اصمعي زمانه عبد العزيز الفايز رحمه الله الذي استفاد منه رضيمان الكثير من الروايات والقصص والنوادر والأخبار والطرائف والملح الشعبية فرضيمان تلميذ نجيب لعبدالعزيز الفايز رحمهما الله تعالى وأخذ عن الراوية على الفهيد السكران رحمه الله وعن الراوية عبد العزيز الجبيلة رحمه الله تعالى وغيرهم من الرواة .