صدر عن دار مدارك للنشر ديوان شعري بعنوان: "موعدي الساعة ثمان" لفارس الروضان، وقد كان حافلاً في مقدمته بإهداءٍ تاريخي وجهه إلى المعتمد بن العباد بوصفه سيد الفروسية والحُب، كما عرض في مقدمته قصيدة أهداها للغياب؛ لأنه وكما يرى المصير المؤبد لكل عاشق ولكل حالم، حيث يقول فيها: "للغياب طعمٌ مالح، لا تطفئ ملوحته كل مياه الأرض العذبة!! أقسى الغياب حين تفشل كل وسائل الاتصالات في الأرض والفضاء في العثور على من فقدت، لهذا تمضي حياتك مثل فلاح مكافح، ترمي بذور ذكرياتك وحنين شوقك فوق كل الدروب لعل المطر يأتي يوماً فتنبت وتزهر، عسى من أخفاه الغياب يمر بهذه الدروب فيعلم أنك ما زلت تتنفس لأجله!". كما كانت القصيدة الرئيسة للديوان تتركز على البعد العاطفي والوجداني، والحكايات التي تحدث بين العاشقين والرحيل الذي يمزق كل أحلامهم وأمنياتهم، والأيام الجميلة التي قضوها سوياً بصحبة الزمن الوديع، وجرعات الحنين القاتلة التي تأتي ليلاً ونحن نضع رؤوسنا على وسائد الذكريات لنشعر بأننا لسنا سوى ذكريات تقتات على الضياع والبؤس والحنين. وقد تميز الديوان بدمج قصائد النثر بقصائد شعبية من إنتاج الشاعر نفسه الذي سعى من خلاله الروضان إلى مخاطبة شريحة كبيرة من القرّاء خصوصاً محبي الشعر بكل أنواعه، متخذا من موضوعات قصائده ومن العاطفة وأبعادها الإنسانية والمشاهد جسورا يصل من خلالها بين النص والقارئ التي لا تحتاج إلى كلام ولغة بقدر ما تحتاج إلى عناق وبكاء.