قبل أيام صدر المرسوم الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيساً لديوان سمو ولي العهد، ومستشاراً خاصاً لسموه حفظه الله. لا يسعني في هذه السطور - بداية - إلا أن أهنئ الأمير الشاب على هذه الثقة الملكية الغالية، كما أهنئ منسوبي ديوان ولي العهد بهذا الشخص الفذ الذي شق طريقه بنجاح، راسماً معالم الفخر والإعجاب على محيا كل من عرفه أو عمل معه. بدأ الأمير الشاب - الحاصل بتفوق على البكالوريوس في القانون - مشواره العملي كغيره من الموظفين، وكسائر أبناء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، بوظيفة متواضعة، ولم يكن هذا إلا رغبة من والده له بالاعتماد على نفسه، وممارسة العمل الجاد واكتساب الخبرات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، إذ كانت البداية في إمارة مدينة الرياض، حيث التحق بالعمل على المرتبة السادسة وتدرج في سلم المراتب الوظيفية ليعين مستشاراً لأمير الرياض - آنذاك - ومن ثم مستشاراً خاصاً لسمو وزير الدفاع، إلى أن كُلل بالثقة الملكية الكريمة رئيساً لديوان سمو ولي العهد ومستشاراً خاصاً لسموه. ولما أعرفه من شخصية هذا الرجل فأنا على ثقة أن هذا التعيين سيكون دافعاً لبذل الجهود سعياً إلى مزيدٍ من التميز، متبعاً بذلك نهج والده. لقد أنيط بالأمير الشاب عدد ليس بالسهل من المهام، فسموه يرأس عدداً من الجمعيات الخيرية، واللجان الإدارية التي لا يسع المقام لذكرها، ما كان لهذه الخبرات المتنوعة عبر السنين الأثر الجلي في صقل مواهب الأمير الشاب، رافعة الستار عن عدة خصال ومناقب ميَزته من غيره. لقد كان لي الشرف، حق الشرف في لقاء الأمير الشاب عدة مرات، ولم يزدني لقاؤه - في كل مرة - إلا إعجاباً، فتواضعه الجم ودماثة خلقه يأسرانك، وكرمه ورغبته في مد يد العون والمساعدة لكل محتاج أكسباه حب الجميع واحترامهم، وجعلا من شخصه نجماً براقاً يشار إليه بالبنان، ويُذكر فيعرفه كائناً من كان، ولا غرو في ذلك، فالمتأمل في سيرة الأمير محمد ومسيرته العلمية والعملية يستذكر المسيرة العطرة لوالده أمير الثقافة سلمان بن عبدالعزيز، حقاً لقد نشأ الأمير الشاب على ما كان عوَده أبوه. إن تولي الأمير الشاب هذا المنصب لم يكن تشريفاً وتكريماً لمقامه ونسبه، بل أتى تحقيقاً لما عهد فيه من حرص وتفان وعمل دؤوب منقطع النظير، واستشعاراً من القيادة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين رعاه الله، لما يمتاز به الأمير محمد من العمق الإداري والتطويري. أكرر تهنئتي لسمو الأمير الوزير توليه رئاسة ديوان ولي العهد، سائلاً المولى له ولنا التوفيق وأن يبارك على خطى النجاح مسيرته. * أستاذ اللغويات المساعد - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مكتب سمو وزير الدفاع