تخطط 30 شركة من كبريات الشركات الألمانية في قطاعات البناء والتشييد لدخول السوق السعودي بقوة معلنة حدة المنافسة مع الشركات الأجنبية الأخرى المهيمنة في المنطقة وذلك سعياً للاستفادة من الطفرة الهائلة التي تعم السعودية في أصعدة البناء والتشييد والتي تقدر قيمة مشروعاتها الحالية بنحو 627 مليار دولار. وسارعت عدة شركات ألمانية للمشاركة بعرض منتجاتها ومشاريعها الاستثمارية التي تعتزم إقامتها في السعودية بتكلفة تناهز 10 مليارات ريال وذلك عبر الجناح الألماني الذي استضاف ممثلي الشركات الألمانية في معرض الخمسة الكبار الذي عقد في جدة خلال الفترة من 9 – 12 مارس 2013م، إضافة لمشاركة أكثر من 550 شركة عارضة من 36 دولة من مختلف قارات العالم. وأبدت الشركات الألمانية حماساً في عرض منتجات وتقنيات ألمانية متخصصة في أكبر جناح في المعرض خصص للألمان بمساحة أكثر من 600م2 فضلاً عن فرصة الالتقاء برجال الأعمال السعوديين وأصحاب القرار في الشأن الصناعي والاقتصادي والاستثماري ولا سيما في قطاعات البناء والمقاولات والإنشاءات الضخمة حيث تم تنسيق الجناح الألماني بالتعاون مع مكتب الاتصال الألماني السعودي للشئون الاقتصادية (AHK المملكة العربية السعودية). ويعتبر الألمان السعودية بأنها القوة المهيمنة في قطاع البناء والتشييد بين دول مجلس التعاون الخليجي نظراً لضخامة حجم التمويل الذي قررت الحكومة إنفاقه للمشاريع الإنشائية التي تمثل 35 في المائة تقريبا من ميزانية 2013 مع التركيز الرئيسي على منشآت التعليم والرعاية الصحية والتي يتوقع أن تبلغ تكلفتها 100 بليون ريال تشمل تشييد 539 مدرسة و19 مستشفى بالإضافة إلى تجديد 2000 مدرسة. من جهته أكد أندرياس هيرجنروتر، مفوض الصناعة والتجارة الألمانية في المملكة العربية السعودية واليمن، بأن هناك مصالح مشتركة بين الجانبين السعودي والألماني في عدة قطاعات حيوية ولا سيما في التقنيات المبتكرة ذات الصلة بالصناعات البتروكيماوية والطاقة والإنشاءات والبناء التي تحقق الأهداف التي تنشدها السعودية لتنويع صناعتها الكيميائية وقال "لهذا السبب أرى أن هنالك فرصا جيدة جدا للتعاون المشترك، وخاصة في قطاع التكرير والتسويق، حيث يجري حالياً ترتيب أمور ترويج الاستثمارات الألمانية وصادراتها والتحقق من الفرص المتاحة من مبدأ الاستثمار المربح لكلا الطرفين. كما أبدى ارتياحه لنجاح التحالفات الألمانية السعودية القائمة حالياً بالجبيل المتمثلة في العديد من المصانع البتروكيماوية الضخمة التي ظفر الجانب الألماني بالمشاركة في ملكيتها إضافة للتقنيات المرخصة لعدة شركات بتروكيماوية سعودية التي عززت الثقة بالقدرات الألمانية الصناعية واكسبتها هيمنة وتواجدا قويا في السوق السعودية المزدهرة.