} أبرمت جهات سعودية وألمانية اتفاق تعاون مشترك في سبيل تعزيز العلاقة بين البلدين في مجال كفاءة استخدام الطاقة في المباني، في الوقت الذي تسعى فيه الجهات المسؤولة في المملكة إلى الحفاظ على الطاقة الكهربائية التي تشير التقديرات الرسمية إلى ارتفاع استهلاكها في البلاد بنسبة تقدر ب9%. ويأتي هذا الاتفاق الذي تم بين المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، ومفوضية التجارة والصناعة الألمانية في السعودية AHK، بحضور الوفد الألماني الذي يمثل عددا من الجهات الحكومية الألمانية، وكبرى الشركات الألمانية المتخصصة في مجالات البناء المستدام، ضمن الندوة التي أقامتها مفوضية الصناعة والتجارة الألمانية في السعودية، في العاصمة الرياض يوم أمس، حول «كفاءة استخدام الطاقة في المباني في المملكة العربية السعودية»، والتي يشارك فيها عدد من الجهات الحكومية رفيعة المستوى من البلدين، إلى جانب شركات خاصة تعمل في مجالات البناء المستدام. ورحب الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء بالوفد الألماني، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات والتجارب الألمانية في مجال الطاقة عالية الكفاءة. وأكد العواجي أن استخدام الطاقة عالية الكفاءة، سيقلل من مجمل الاستهلاك الكهرباء بنسبة تقدر ب30%، في الوقت الذي تعاني منه المملكة من التزايد المستمر على طلب استهلاك الكهرباء، مما يكلف الدولة أعباء ومصاريف عالية.وأشار وكيل وزارة المياه والكهرباء إلى أن المملكة تواجه إشكالية تزايد استهلاك الطاقة الكهربائية لا سيما في فصل الصيف، حيث يبلغ الضغط على الاستهلاك حدوده القصوى، في حين ينخفض الضغط على الكهرباء إلى حدود النصف في فصول أخرى. ودعا العواجي إلى الاستفادة من التجربة الألمانية، لا سيما في مجال كفاءة الاستخدام في المباني، مشيراً إلى أن تكييف الهواء فقط يستهلك ما يقارب 70% من استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني. وأكد العواجي أن فرص التعاون بين الأطراف ذات العلاقة بين البلدين موجودة ومهيّأة لمن يرغب الدخول في هذا المجال، في الوقت الذي تتوجه الحكومة السعودية إلى ضخّ مبالغ ضخمة في مجال تشييد المباني.وأعرب الاستشاري المهندس فيصل الفضل أمين المنتدى السعودي للأبنية الخضراء عن توقعاته في أن تسهم هذه الاتفاقية في دعم مسيرة البناء المستدام القائم على رفع كفاءة الطاقة، مشيداً في الوقت ذاته بالتجربة الألمانية التي تعد الأبرز في هذا المجال على المستوى العالمي. وأوضح الفضل أن توقيع الشراكة بين المنتدى السعودي للأبنية الخضراء ومفوضية الصناعة والتجارة الألمانية في السعودية AHK، والتي يقودها أندرياس هيرجنروتر ستسهم في نقل الخبرة الألمانية العريقة في هذا المجال، وتوظيفها بالشكل الملائم فيما يخدم الحاجات الملحّة في المملكة الداعية إلى توفير مباني أكثر ملاءمة للبيئة وأكثر اقتصاداً للكهرباء وذات جودة عالية ومستدامة»، مشيراً إلى أن الاتفاقية تتضمن عقد ورشات عمل ودورات تأهيلية للجهات ذات العلاقة في المملكة، مما يسهم بشكل رئيسي في نقل الخبرات والتجارب الألمانية في هذا المجال إلى المملكة. ويقوم وفد من رجال الأعمال الألمان بزيارة المملكة في الفترة ما بين 29 أبريل وحتى 3 مايو 2011، ويضم إلى جانب الوفد الحكومي ثماني شركات متخصصة في مختلف مجالات البناء المستدام، ويعرّف الوفد والندوة من خلال هذه الزيارة بمبادرة الحكومة الألمانية لكفاءة استخدام الطاقة والتأكيد على الجهود المشتركة والطويلة الأجل للتعاون المتبادل والتنمية المستدامة بين البلدين.