وأنا أتابع برنامجاً رياضياً يناقش سبل علاج تراجع كرة القدم السعودية تحدث أحد المستضافين مدليا بدلوه في هذه المسألة فكان أكثر ما تردد على لسانه كلمتا (الكم، والكيف)، من الواضح أنهما كلمتان ضروريتان لمن يريد أن (يتفلسف) وتضاف لهما جملتا (من الطبيعي، وفي الواقع) بصفتهما ضرورة من ضرورات إظهار العضلات الثقافية والأدبية، من السهل أن يجلس الشخص على مكتبه أو في قاعة اجتماع ويتحدث فيسهب ويسرد ما في جعبته من عبارات البيان ثم يلملم وريقاته ليخرج وتبقى كلماته على طاولة الاجتماع، أظن القضايا الرياضية وغير الرياضية تعالج بنفس الأسلوب، لجنة خلف لجنة، واجتماع يتبعه اجتماع، وتقارير تتلو تقارير، لكن بلا عمل، فالعملية مجرد تنظير، والكسل هو القائد، أذكر أن وزيرا خلف آخر في منصبه وصادف أن لقاء سنويا كان مرتبا له على مستوى مديري الدوائر الحكومية في المملكة فرأس الاجتماع الذي كان يفترض أن يرأسه الوزير المعفى حديثا وعندما حانت مشاركته سأل عن توصيات الاجتماعات التي تمت في المرات السابقة وهل نفذت، بعد أن اكتشف أنها لم تنفذ أوقف هذه اللقاءات، لقد أدرك أنها تستنزف المال والوقت والجهد بلا نتيجة! هذا نموذج للرجل الذي يرفض الشكليات ويعمل أكثر مما يقول. منذ ثمانية ألمانيا ولا تزال القضية التي لا تبرد (أسباب تراجع كرة القدم السعودية)، كلام طويل عريض يطرح عند المناسبة كالإخفاق، أو عند وقت الفراغ، طرح أظنه يستخدم عندما لا يجد الشخص ما يقوله، دراسة أسباب المشكلة تسير كما يبدو في واد وكرة القدم تسير في الوادي الآخر بدليل أنه كلما زادت حجم الدراسات توسع حجم الفشل، المشجع بين أمرين: واحد هجر كرة القدم هنا ورحل إلى أوروبا وتحديدا أسبانيا يتابع الإبداع بلا هم أو وجع راس، والآخر لا يزال مندمجا مع هموم الرياضية المحلية، فهو يتسلى بما يقال ويعلم يقينا أن الأمر سيظل كما هو، بل أسوأ، فهو يردد مع المسؤول بيتين قالهما شاعر شرح واقعه بوضوح: ياكثر ماقلت ابسوي وابسوي ... ولا فيه شي من اللي قلت سويته راحت حياتي وانا أطري وأنا أنوي ... واللي بغيته نسيته يوم خليته هل تريدون أن أقول رأيي في المشكلة: لا ينتج مجتمع وإفراده أثرياء! بقايا... كتب الحكم تقريره فأدان فيه حارس التعاون فهد الثنيان الذي رد بأن أقسم يمينا على أنه لم يبصق على الحكم، والحكم بدوره أقسم أيضا، الثنيان كما سمعت أنه ذو خلق رفيع، والحكم ليس له مصلحة في إيقاف الحارس وبالتالي الإضرار به، القضية فيها طرف كاذب، من وجهة نظري أن الموضوع فيه سوء فهم. يواصل الهلال مشواره في الآسيوية وهو لايزال يتلمس طريقه وسط تراجع واضح في مستواه. الرائد هذا الموسم أفضل بكثير عن المواسم السابقة، فهو الآن تقريبا في موقع آمن، وربما يدخل مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وهي ما يسعى لها حاليا. توقف الدوري المزعج ومعسكرات المنتخب الطويلة صنوان لا يفترقان. يلعب الهلال جملة مباريات في وقت ضيق جدا سيؤثر عليه سلبا بالتأكيد.