بدلاً من أن تتجه صحافة الدول الغارقة في الخلافات، وهي أكثر من ست دول، إلى معالجة أوضاعها والاستفادة مما هو واضح من إيجابيات لدى دول هي خارج هذا التخلف.. نجدها تطلع علينا في نشاطات كتابة متلاحقة تحاول أن تقنع من يقرأها أن المملكة العربية السعودية تتسيدها تصرفات مؤثرات إسلامية للتأثير على غيرها.. من هم هؤلاء؟.. ما نعرفه منذ عشرات السنين الماضية أن لدينا «مطاوعة» غير مسؤولين أي متطوعين لهم تشدّد ديني ويريدون أن يكون أي معرض كتاب مجرد وسيلة عرض لكتب إسلامية خاصة، ولهم آراء خاصة في تعليم المرأة ونوعية وظيفتها.. وهذه مظاهر سلوك.. مظاهر مفاهيم معزولة عن أبعاد الثقافة الإسلامية الراهنة، لكنهم جميعاً لا ينتمون إلى مسلكية سياسية بل هم يكرهون ذلك ويعتبرونه مسلك خروج عن الدين.. وتمكّنت الدولة بتوسع وسائل التوعية وإضافات الثقافة أن تجعلهم أقلية ليس لهم دوافع سياسية داخل المملكة أو خارجها.. وبالتالي فهم ليس لهم اتصال بأي تجمع - مهما اختلفت التسميات - خارج المملكة يتخذ من الإسلام وسائل سيادة سياسية.. هذا غير موجود إطلاقاً لا في الداخل ولا في الخارج باستثناء أسماء عدد قد لا يتجاوز الخمسة أشخاص مرفوضين من المتدينين أكثر مما هم مرفوضون من المثقفين المحليين.. نقرأ في تلك الصحف كما لو كان أشخاص إسلاميون تقليديون هم وسيلة فرض خلافات عند غيرهم، هذا لم يحدث إطلاقاً.. ويعلل سوء النية، أو على الأصح الرغبة بإشاعة سوء النوايا، ما يُقال عن اجتماعات رجال سياسة مع آخرين أصحاب ثقافة إسلامية خارجية، ويحدث ذلك في مناسبات سياسية.. تعال أيضاً إلى مقال يحاول كاتبه أن يوجد تشابهاً بين عزلة الجماعات السياسية الدينية في إحدى دول العالم العربي وبين فئة «المطاوعة» في الداخل.. وربما يكون بسبب تلقيه معلومة تاريخية غير صحيحة تطلق على رجال الدين في المملكة مسمى «الوهابيون».. وهذا التعريف غير معروف داخل المملكة، وبالذات داخل فئات التحفظ الديني.. لأن تعبير «الوهابيون» أتى من الخارج عندما جُهزت حملة عسكرية ضد أول وحدة اجتماعية في الجزيرة العربية من قبل غزو عثماني ذكر أنه اتجه لإسقاط الوجود الوهابي.. لكن داخل الجزيرة العربية منذ ما يزيد على المئتي عام وحتى الآن ليس هناك اعتراف محلي بتسمية وهّابية.. نترك هذه المقالات الدينية العديدة التي تسعى للإيهام بأن المملكة تنشّط وجود تدخل يسيء إلى غيرها.. ونأتي إلى التعبيرات المالية.. في البلد الذي نُفّذت فيه خطط ومشاريع كلفت جزالة المليارات وحوّلت قرى الطين إلى مدن حديثة أرقى من أي مدن عربية أخرى.. ومع ذلك يحاولون الإيهام بأن المال السعودي ليس إلا تجارة أو وسيلة تعامل خاصة مع دول غربية خاصة.. هذه ليست آراء أو حقائق، لكنها تحامل غير موضوعي أو منطقي في صحافة يُفترض أن تتّجه إلى تصحيح خطورة أوضاع متدنيّة في دول عربية ليست بالقليلة..