شهدت الندوة الأولى للبرنامج الثقافي مساء أمس التي أقيمت بعنوان "تجربة الفيلم السعودي القصير" اجماعا من المشاركين على أهمية وجود المهرجانات السينمائية، لما لها من انعكاس على كثافة إنتاج الأفلام السعودية القصيرة، وخاصة الشباب.. حيث أشار المخرج فهد الأسطى الى أن المراحل الأولى للفيلم السعودي جاءت من خلال الكاتب جورج سالدون الذي قال ان الحركة السينمائية السعودية بدأت في عام 1977 للمخرج عبدالله المحيسن بعدد من الأفلام التي شارك بها في عدة مهرجانات.. مستعرضا مراحل الفيلم المحلي، والمهرجانات السينمائية، والإعلام الجديد.. مختتما حديثه بأن عدد الأفلام الصغيرة السعودية 200 فيلم قصير فقط. أما المنتج عبدالله العياف، فأورد ضمن مشاركته أن السعوديين بدأوا مع السينما بأفلام صغيرة، لأن الأفلام الطويلة تحتاج لميزانية، وهذا ما لا يتوفر لدى الشباب، أما الفيلم القصير فلا يحتاج لطاقم ضخم ولا يحتاج لمكان كالمسارح ودور لعرضه.. موضحا أن الإنترنت هو المتنفس الوحيد والأسهل والمناسب من حيث اختزال الفكرة المباشرة والعميقة.. مشيرا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه صناع الأفلام اليوم، عدم وجود مهرجانات محلية، نظرا لملا يمثله وجود المهرجانات من دعم لصناعة الأفلام للإنتاج بشكل أكبر ومتواصل.. إلى جانب عدم وجود صالات للسينما ومعاهد وجامعات متخصصة، إضافة إلى قلة وندرة الكفاءات التي أكد أنها نتيجة لا سبب.. مناشدا في الوقت ذاته بأن يكون للمنتجين السينمائيين مظلة رسمية. من جانبها وصفت هناء العمير الفيلم القصير بقدرته على كشف المواهب في العمل، إلى جانب كون الفيلم القصير أسهل في الصناعة بسبب الثورة التكنولوجية التي ساهمت في تقليل تكاليف الفيلم وخلق الجماليات.. إضافة إلى ما يعطيه من مساحة رحبة لكل من يحب اقحام السينما والتجريب.. موضحة أن إمكانية الفيلم القصير للتواجد كجنس سينمائي مستقل، يجعله قادرا أن يتواجد بشكل أوسع وإمكانية كبيرة، مما جعله متسيدا خلال الفترة الحالية.. متسائلة في ختام مشاركتها بقولها: هل يمكن خلق ملامح سعودية واضحة للفيلم القصير، وهل يمكن أن نعبر عن أنفسنا ومجتمعنا عبر هذا الفن؟ أما الندوة الثانية فقد جاءت عن "الإعلام الرياضي" بمشاركة ناصر الأحمد، وعادل الزهراني، وأدارها عبدالله الحرازي.. حيث اتفق الأحمد والزهراني خلال حديثهما عن "دور الإعلام الرياضي" بأنه استطاع أن يقدم الحدث الرياضي بشكل عام، وأن يكون حاضرا لمستجدات الأحداث الرياضية، مما جعله مساهما كبيرا في إشاعة الثقافة الرياضة بوجه عام. فيما اعتبر الأحمد الإعلام الرياضي عبر القنوات الفضائية المتخصصة في الرياضة خاصة وصفحات الصحافة لرياضية مؤججا بوجه عام "التعصب الرياضي". أما الزهراني فقد وصف الإعلام الرياضي بأنه رقيب لما ينقل، على الرغم من وجود سلبيات فيما تقدم الشاشات الرياضية من مضامين، مؤكدا أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه الإعلام الرياضي مما ينفي على حد تعبيره "الشراكة" الحقيقة في تأثيره عبر العديد من الأحداث الرياضية المتأرجحة بين الفوز والخسارة. من جانب آخر وصف الزهراني أن أغلب البرامج الحوارية لا تقدم عمقا للمتابعين الباحثين عن المعلومة الرياضية، عطفا على ما وصفه بالسطحية التي لا يجد المتابع فيها سوى أحاديث ينقصها العمق، وتفتقد المعلومة الدقيقة والرأي المؤثر. أما الأحمد فقد تحدث عن المعلق من جانب ما يعانيه في الكثير من الأحيان من قبل الجمهور الذي يعتبره منحازا إلى فريق دون آخر، الأمر الذي ينعكس بدوره على وضع المعلق داخل إطار رياضي لا يتبناه المعلق ولم يكن يقصده. أما عن دور الإعلام تجاه "التثقيف الرياضي" أشار الأحمد الى أن الإعلام الرياضي يتحمل دورا هاما تجاه هذا البعد التثقيفي والتوعوي والقيمي في آن واحد، مؤكدا أهمية الإيمان بهذا الجانب فيما يقدمه الإعلام الرياضي الذي لم يقم بدور يشار إليه في هذا الجانب رغم ما يمثله هذا البعد تجاه الأجيال القادمة المحتاجة إلى هذه الثقافة، والتي تنعكس بدورها إيجابا على المشهد الرياضي بوحه عام. أما عن البرامج الرياضية والقفز على بعض القيم، أكد الزهراني أن الإعلامي الحقيقي يتطلب الالتزام بأخلاقيات المهنة وأدبياتها.. مشيرا إلى أن السباق المحموم في البرامج الرياضية وفي البرامج التلفزيونية خاصة أوقعت العديد من الإعلاميين في أخطاء تمس القيم نتيجة عدم وعي بأدبيات المهنة الإعلامية وخاصة في المجال الرياضي. المشاركون في ندوة الإعلام الرياضي