بدأت «الجوازات» منذ فترة قريبة تطبيق خدمة إرسال رسائل نصية لولي الأمر في حال غادر أو وصل أحدٌ من أفراد أسرته من النساء أو الأطفال المملكة، وذلك بعد تسجيل الولي بيانات أسرته في موقع «وزارة الداخلية-خدمة أبشر»، وتعبئة النموذج الخاص بذلك، وبعد التسجيل يتم إرسال رسالة نصية إليه، تفيد بخروج أو دخول أي شخص من أفراد أسرته المملكة، ويتم ذلك إلكترونياً ولا حاجة إلى أن يراجع الجوازات لأخذ تصريح في ذلك؛ مما أثار حفيظة البعض، وأراح بال غيرهم، فما هي دوافع وأسباب ترحيب ورفض البعض لهذه الخطوة؟. امتعاض بعض النساء كان واضحاً، حيث اعتبرن ذلك تقييداً لحرية المرأة، وفرض الوصاية عليها، على الرغم من أنها قادرة على تدبير شؤونها بنفسها، وفي المقابل رحّب رجال آخرون بهذا الإجراء معتبرين أنه من باب أمان لنسائهم؛ فعندما تسافر المرأة لابد لها أن تأخذ موافقة ولي أمرها الذي يفترض أن يكون على علم بتصرفاتها سواء كانت زوجة أو فتاة أو حتى مطلقة أو أرملة. قلّة حجة وقال «عبدالله الشهراني»: إن هذا الإجراء ينظر إليه على أنه نوع من الإجراءات الطبيعية التي يجب أن لا تثير حفيظة المرأة، وذلك لعدة أسباب؛ أولها أن المرأة لا تستطيع السفر إلاّ بموافقته، وثانياً أن هذا الإجراء ليس مُقيّداً لها؛ فقد تكون برفقة زوجها أو والدها وتصله هذه الرسالة، لذلك من يرفضن هذا الإجراء قليلات حجة.وأوضح «ياسر العاصمي» أن هذا الأمر مُطبّق منذ ثلاث سنوات، وعندما سافرت مع زوجتي عدة مرات كل ما في الأمر أن رسالة تأتيك على الجوال تخبرك أن زوجتك خرجت من المملكة، وهذا نظام مطبق في كثير من الدول، مبيناً أنه في إحدى الدول المجاورة يخُبر صاحب العمل بخروج الموظف من الحدود بنفس الطريقة. حفظ حقوق وأشار «ناصر محمد» إلى أن هذا الإجراء يُسهّل على المرأة حفظ حقوقها؛ لذلك على النساء أن يفرحن لأنهن محل اهتمام كبير من الدولة، حيث أُسِّس لهن نظام يختص بحركتهن وتجوالهن، وهذا من شأنه رعايتهن والاطمئنان عليهن من قبل ولي أمرهن إن كان لا يستطيع السفر مع المرأة. أمّا «تركي العتيبي» فذهب لأبعد من ذلك، وقال: «بالعكس أرى أنه نظام ممتاز ويحفظ الحقوق لكلا الطرفين المرأة وولي أمرها، ويمكّن ولي الأمر من معرفة وجهة ابنته أو زوجته حتى لو كان مسافراً، وهو يعد توظيفاً مناسباً للتكنولوجيا الحديثة في عملية الرقابة والتحكم في أعداد كبيرة من الأفراد بأقل عدد ممكن من الكادر البشري». علامة إستفهام وانقسمت النساء إلى مؤيدات للقرار، وبعضهن معارضات له، حيث اعتبرت «سعاد» أن إرسال رسالة نصية لولي أمرها يبين وجهة سفرها وموعد عودتها فيه علامة استفهام، فهي تعامل كشخص تستحق خطواته المتابعة، ولا ينتج عنه إلاّ مزيد من القلق والشك في النظام الاجتماعي بين جيل الحاضر والمستقبل من النساء!.ورأت «تركية العمري» أن هذا الإجراء يدل على مجتمع غير متصالح مع المرأة، ومازال يشك بها بدلاً من إعطائها الثقة، مبينةً أن ذلك يعد من التدخل بالخصوصيات، خاصةً إذا كانت امرأة ناضجة وواعية بكل تصرفاتها، مبينةً أنها تعرف امرأة مطلقة وتسكن مع والدها ووالدتها، وعندما تسافر يرسل زوجها رسالة نصية إلى أحد أخوتها الذين لا يعلمون عنها أي شيء، وعند عودتها يبدأون بتنفيذ سلطتهم عليها والتنظير عليها وكل ذلك لأنها مطلقة!. لا يوجد داعٍ وبيّنت «عائشة القحطاني» أن المرأة إنسان قبل أن تكون أنثى، وكما يحاسبون المرأة كشخصية مستقلة في حال أخطأت؛ فعليهم أن يعاملوها كشخصية مستقلة في حقوقها وفرصها وحركاتها، منوهةً أن هذه الخدمة سواء كانت إجبارية أو اختيارية ضد حرية المرأة وضد استقلاليتها وإنسانيتها، مطالبةً بالأخذ في الاعتبار أن قانون المملكة لا يسمح للمرأة بالسفر إلاّ بموافقة ولي الأمر، متسائلةً: ما الداعي لبعث رسالة عبر الهاتف تخبره أنها خرجت عبر المنفذ الفلاني، أو سافرت من المطار الفلاني؟. وأبدت «منى» امتعاضها من هذه الفكرة، حيث إن الرجل الواثق من نفسه هو أكثر من يمنح المرأة حريتها، فهو يؤمن أنها إنسان مثلها مثله، ذاكرةً أن كثيراً من الرجال يكتسبون قوتهم وثقتهم بذواتهم من خلال السيطرة وفرض الهيمنة على المرأة. وذكرت «خلود الخزيم» أن إبلاغ الزوج يدخل في باب الاحترام المتبادل بين الزوجين، لكن أن لا يتاح للمرأة إمكانية السفر إلاّ بموافقة «أبو العيال» فهذا شيء آخر، ويجب أن تكون للمرأة هذه الحرية من ناحية مبدئية، أيضاً يجب أن يطبق هذا النظام على الأزواج بنفس الحق متى ما غادر الوطن، بأن يرسل رسالة نصية لزوجته تخبر بجهة السفر وموعد العودة!. تسهيلات الكترونية يُذكر أنه في السابق كان يتعين على الرجل الذهاب إلى الجوازات لوضع ختم على الورقة الصفراء تسمح بسفر زوجته أو ابنته لوحدهما، لكن التقدم الحاصل في مجال التكنولوجيا الرقمية أصبح بمقدور الرجال تدبير هذا الأمر عبر «الانترنت» دون الحاجة للذهاب شخصياً إلى إدارة الجوازات، كما أن رقم البطاقة الشخصية يُقرن برقم الهاتف الجوال حيث يتلقى الرجل رسالة نصية تخبره أن زوجته قد عبرت الحدود عبر المطار أو عبر المنافذ الحدودية البرية أو البحرية. وهناك عديد من التسهيلات الإلكترونية التي تقدمها المديرية العامة للجوازات عبر موقع وزارة الداخلية الإلكتروني ضمن قائمة الخدمات المتعددة، ومن أهمها وصول إشعارات إلى جوال المستفيد، وهي عبارة عن رسائل نصية مجانية، تبين له أي تغيير على سجله، مثل قرب انتهاء صلاحية جواز سفره، أو انتهاء إقامة مكفوله، أو إصدار تأشيرة سفر له، أو وصول مكفول جديد له للمطار، أو خروج أو دخول أحد أبنائه المضافين على سجل العائلة، وغيرها التي من شأنها توفير كثير من الوقت والجهد على المواطن والمقيم، والعمل يجري على إضافة مزيد من الخدمات الإلكترونية.