لا يمر يوم في عيادتي من دون أن يسألني أحد مرضاي إلى متى أستمر في علاج الصرع مع العلم اني أكرر شرحي لهم عن طبيعته المزمنة وهذا يعني أن المشكلة ستصاحب الإنسان مدى الحياة غالباً وأن الدواء هو منظم للشحنات الكهربائية وليس شفاء للصرع مثله في ذلك مثل مرضى السكري أو الضغط المزمن، إذ ان علاجاتهم هي منظمة للسكري أو الضغط فقط ومتى ما توقف الإنسان عن أخذ العلاج تضطرب أمور الحالة المزمنة وهذا ينطبق على الصرع أيضاً. ولحسن الحظ أن المصابين بالصرع ليس عليهم أي قيود غذائية كما هو حال المشاكل المزمنة الأخرى وحتى علاجاتهم غالباً لا ترتبط بأوقات الوجبات ولكن القيد الوحيد هو النوم المبكر وهذا مطلب ضروري لسكون الدماغ أي على الأقل 6 ساعات من النوم الليلي ولا يغني عنه نوم النهار. في السنوات الأخيرة تقدم علاج الصرع بشكل كبير حيث وجدت الجراحات التي قد تساعد العلاج الدوائي على إيقاف النوبات بشكل نهائي في بعض الحالات وتحديدا في حالات الصرع الجزئي. وهذه الجراحات محصورة لمن يعانون من الصرع المستعصي أي من تأتيهم النوبات بشكل متكرر وقد تعيق حياتهم اليومية على الرغم من أخذ أكثر من دواء بجرعات كبيرة وهذه الفئة تمثل 20-30% من المصابين بالصرع. سنتطرق في صفحتنا اليوم إلى بعض الحلول الجراحية وكذلك سنتطرق لبعض الأمور المصاحبة للصرع المزمن مع خبراء الصرع. * قسم العلوم العصبية