الغذاء المتكامل وممارسة الرياضة بانتظام أساسيات الجسم السليم وكما يقال «العقل السليم في الجسم السليم» فهذه الحكمة وصف ما سيسرد في المقال بإيجاز ودقة. تسود اعتقادات خاطئة عند البعض بأن الرياضة محظورة على المصابين بالصرع لما قد تتسبب من زيادة النوبات الصرعية، وبالتالي نضع قيوداً لا أساس لها على هؤلاء الناس ونزيد من إعيائهم الجسدي بسبب البدانة والخمول من تجنب الرياضة المنتظمة. الشخص المصاب بالصرع يحتاج إلى الرياضة المنتظمة كأي شخص آخر، بل أن الأبحاث العلمية توصي بالرياضة المنتظمة والمتوازنة لهؤلاء الناس لأثرها الإيجابي في تخفيف النوبات الصرعية بنسبة 30 – 40% ، كما أثبت أن التخطيط الكهربائي للدماغ بتحسن بعد الرياضة وهناك نظريات عديدة أخرى مثل تخفيف التوتر النفسي الناتج من الرياضة ينعكس إيجاباً على النوبات الصرعية. يجب أن ننوه إلى الاعتدال والتوازن وهو مطلب في كل الأمور وهنا تحديداً. الرياضة تمارس باعتدال ودون إجهاد مفرط فقليل مستمد خير من كثير متقطع، كما يجب تجنب الجفاف بالإكثار من السوائل وأخذ حاجة الجسم من النوم والراحة الليلة السابقة والتغذية السليمة مع الانتظام في العلاج. أنواع الرياضة كثيرة لذلك فالمجال واسع لاختيار الرياضة المناسبة. ولأن السلامة مطلب أولى فعلى المصاب الاحتياط بتجنب الرياضة المنفردة (أي أن تكون رياضة جماعية) وأن يكون أحد المرافقين على علم بحالة الشخص المصاب بالصرع ليتمكن من إسعافه -لا قدر الله- إذا لزم الأمر خصوصاً في الرياضة المائية، فيجب أن يكون المرافق صاحب جسد قوي ليتمكن من مساعدة الشخص داخل الماء. ويفضل تجنب رياضة المركبات والتسلق وركوب الخيل. الغذاء المتكامل يساعد الجسم في مقاومة الأمراض بصفة عامة، وفي حالة الأشخاص المصابين بالصرع فهم من لا قيود غذائية عليهم تجاهه الصرع خلاف الأمراض المزمنة الأخرى مثل السكري والضغط. إلا أن الحمية الغذائية قد تكون علاج للصرع مثل علاج الصرع بالغذاء الكيتوني للأطفال المصابين بالصرع المستعصي. الحمية الكيتونية الغذائية عالية الدهون معتدلة البروتين ومنخفضة الكربوهيدرات بسعرات حرارية مناسبة لوزن الطفل. تهدف هذه الحمية لفرض مستخلص الدهون وهو الكيتون كمصدر طاقة لخلايا الدماغ بدلاً من الجلوكوز وذلك لأن الكيتون مادة كيميائية مضادة للصرع. عملياً، الحمية الغذائية دائما ما تكون صعبة للالتزام لأن طبيعة الإنسان تتقبل الاختيار وترفض الإجبار. لكن في حال الحمية الكيتونية فالإلزام المطلق ضرورة لتلمس الفائدة العلاجية وهو تخفيف النوبات بمعدل 50%. طريقة بداية الحمية عادة ماتكون بإدخال الطفل للمستشفى لعدة أيام وبدء الرجيم بشكل تدريجي وتثقيف المريض وذويه بطريقة العلاج. تستمر الحمية من عدة شهور إلى سنتين مع أخذ العلاج، وقد يخفض العلاج بإشراف طبي، وينتهي علاج الحمية الكيتونية بشكل تدريجي على عدة شهور. الحمية مناسبة لمعظم المصابين بالصرع المستعصي لكن بعض أمراض الاستقلاب قد تكون محظورة لديهم. الأعراض الجانبية للحمية الكيتونية هي الإمساك وزيادة الوزن وارتفاع الدهون عند البعض. نتمنى أن تكون هذه السطور قد أوضحت بعض المفاهيم حول سلوكيات الغذاء والرياضة. * قسم العلوم العصبية