الصرع حالة مزمنة تصيب حوالي 10% من المجتمع حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية للدول النامية ويظهر الصرع على شكل نوبات متفاوتة بسبب نشاط كهربائي مفرط في الدماغ يمكن قياسه وتسجيله إذا لزم الأمر تحديداً عند القرارات الجراحية وغالبا لا نعرف أسباب وجود هذا الخلل الوظيفي ولكن الأدوية المضادة للصرع هي بمثابة منظم للنشاط الكهربائي وهذه العلاجات تنجح في السيطرة على النوبات عند 70% من الناس، بشرط الانتظام في أخذ العلاج وتنظيم النوم ليلا. البقية ممن لم تتوقف نوبات الصرع عندهم مع اتباع ارشادات الطبيب وأخذ العلاجات منهم من يعانون من الصرع المستعصي وهذا النوع من الحالات غالبا ما تستفيد من التدخل الجراحي وغيره من وسائل التقنية الطبية المتاحة. المشاكل التي يتسبب بها الصرع اكثرها تقيد الإنسان في بعض امور حياته إذا لم يتم السيطرة على النوبات بشكل كلي. فقيادة السيارة قد تكون عائقاً عند من لم نسيطر على نوباتهم بشكل تام ولكن في ظل عدم وجود قانون واضح لهذه الحالات الطبيعية يجعل الاجتهاد بالقرارات متاح للجميع من طبيب ومريض وذويه بينما ممارسة بعض أنواع الرياضة تكون قرارا وتحديداً فردياً منها ما قد يكون خطراً مثل السباحة، واستخدام المعدات الثقيلة والآلات أيضا فيه خطورة عالية. في المقابل إذا سيطرنا على النوبات بشكل جيد فيصبح الإنسان عنصراً فعالاً في المجتمع من دون قيود وقد كان هناك أسماء كثيره غيرت التاريخ ممن كانوا يعيشون مع الصرع. قليل جدا من انواع الصرع تكون وراثية ولهذا لا قيود في الزواج بالنسبة للرجل والمرأه. النساء اللاتي يعشن مع الصرع عليهم استشارة الطبيب قبل الحمل واخذ حبوب حمض الفوليك قبل ومع الحمل بالإضافة الى الاستمرار بعلاجاتهم اثناء الحمل وقد تحتاج الى زياده بسيطه عند الشهور الاخيرة من الحمل. الرضاعة غالباً لا تتشكل اي مشكلة مع تناول أدوية الصرع الا قليل منها ولذلك استشارة الطبيب مهمة. الأطفال المصابون بالصرع يجدون صعوبة بعض الأحيان في المدرسة بسبب بعض قرنائهم أو غياب دور المعلم ووعيه الصحي، مع العلم ان غالبية الاولاد يتمتعون بذكاء طبيعي. وعي المجتمع وتقبل هؤلاء الناس من اهم العناصر لإزالة الوصمة التي تلازم من يعانون من الحالات المزمنة تحديداً الصرع وهذا لغياب الدور الفعال للجهات الإعلامية وقلة المساهمة من الكادر الطبي والكادر التعليمي في الوعي والنشر. وأخيراً دور المجتمع والتزامه بالمسؤولية تجاه معرفة وتثقيف ذاته خصوصاً مع وجود التقنيات الحديثة وسهولة الوصول للمعلومة في العصر الحالي. * قسم العلوم العصبية