مدخل : أرجو أن لا يفسر مضمون هذا المقال بأنه دعاية مجانية لذلك الكتاب أو غيره ؛ بقدر ما هو مجرد مشاركة مضمونها وهدفها الإشارة إلى كتاب جدير بالمطالعة ، وخدمة أدبية لمحبي مطالعة كتب الأدب الشعبي إن صح التعبير .. الكتاب : تاريخ نجد في عصور العامية ؛ ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد . تأليف : أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ، الطبعة الأولى صدرت عام 1402ه ، عن دار العلوم للطباعة والنشر بالرياض ( خمسة أجزاء ) كتاب قيّم في موضوعه، جمع بين الناحيتين الأدبية والتاريخية، هو إطلالة على التاريخ من خلال نافذة الشعر الشعبي لفترة زمنية محددة، كان الشعر فيها هو من يقوم مقام الصحافة ودور النشر اليوم، وكان وعاءً جيداً وآمناً لحفظ الأحداث التاريخية كما حدثت؛ من ميزات هذا الكتاب أن مؤلفه بذل جهداً كبيراً في تبويبه وشرح القصائد الواردة فيه شرحاً وافياً، مع جملة أخرى من الشروح لبعض المواقف التاريخية التي ورد ذكرها شعراً؛ وكذلك شروح لغوية لبعض الكلمات الواردة ضمن بعض القصيد . قدم لهذا الكتاب الأديب والمؤرخ الأستاذ عبدالله بن خميس بمقدمة أدبية ضافية بيّن فيها قيمة هذا الكتاب، انتهى فيها بقوله ( وعلى العموم فالكتاب نادر في نهجه وأسلوبه وتحليله وتعليله وبعد مأخذه وجلالة معناه ، وحداثة مبناه مما يدل على أن الرجل يقصد المؤلف قد أعطى هذا الكتاب من وقته وجهده وصبره الشيء الكثير .. ) هذا الكتاب جدير بالمطالعة والاقتناء لمن له اهتمام بالشعر الشعبي والتاريخ المحلي . قصيدة من هذا الكتاب وهي موجودة في عدة مؤلفات وكُتب عنها الكثير للشاعر تركي بن حميد يرحمه الله ، قال عنها المؤلف ( هي من أجود شعر تركي معظمها في الحكمة نالت عناية الجمّاع والدارسين ) وهي فعلاً كذلك، ومعظم أبياتها سارت مسار المثل الدارج على ألسنة الناس، لما فيها من الحكمة والصواب . . نومك طرب وأنا بنومي هواجيس ما ساهرك بالليل كثر الهموم أسهر إلى نامت عيون الهداريس بالليل أساهر ساهرات النجوم أوجس بقلبي مثل صلو المحاميس الله يلوم اللي لمثلي يلوم أشوف عدلات الليالي مقابيس ولحد من الدنيا عظامه سلوم تضحك وتخفي لك خفي الهناديس تفطر لها يوم ويوم تصوم اعمل وتلقى وافهم العلم بالقيس دنياك لو زانت تراها نقوم قالوا جهلت وقلت جهل بلا قيس الجاهل اللي ما يعرف اليموم من لا يدوس الراي من قبل ما ديس عليه داسوه العيال القروم ومن لا يقلط شذرة السيف والكيس تبدي عليه من الليالي ثلوم ومن لا خذ الدنيا بميز وتقييس مثل الذي يسبح ببحر يعوم البني ما يصلح على غير تأسيس ومن لا تعلم ما تسر العلوم ولا توافق مشوّر السو وابليس تبر منه وعز ربي يدوم