يبدو أن الهدوء التركي تجاه ما تقوم به عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي في أنحاء مختلفة من تركيا لن يبقى على ما هو عليه، وأن الجيش التركي في مرحلة متقدمة من الإعداد لعملية تكون موجهة على الأغلب إلى المنطقة التي تسيطر عليها المجموعات الكردية في شمالي العراق. وجواب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على تصريحات نسبت لمسئول أمريكي رفيع المستوى بالتحذير من عمليات تركية ضد الإرهاب خارج حدودها، يشير إلى أن حكومة أنقرة قد تعطي الضوء الأخضر للقوات المسلحة في أي لحظة للقيام بعملية سحق وإنهاء القواعد التابعة لحزب العمال الكردستاني داخل العراق. تقول مصادر الأمن التركي بأن عدد عناصر المنظمة الانفصالية التي تمكنت من الدخول من العراق إلى الأراضي التركية في الشهور الأربعة الأخيرة يقدر مابين ألف وستمائة وألفي عنصر، كما يقدر العدد الإجمالي للعناصر الموجودة بداخل العراق وتركيا ما بين خمسة آلاف وخمسة آلاف وأربعمائة، والقسم الأكبر من هذا العدد انضم إلى المنظمة بعد القبض على زعيمهم عبد الله أوجالان في كينيا ومحاكمته. وحسب هذه المصادر فإن الملاحظ أن أعدادا كبيرة من هؤلاء الشباب الذين لا يتعدى مستوى تعليمهم المرحلة الابتدائية تدربوا في جبال قنديل بداخل العراق على تفجير الألغام والقنابل بأجهزة تحكم من بعيد. لذلك نجد أن أكثر العمليات التي قامت بها المنظمة في مناطق تركيا المختلفة كانت عبارة عن تفجيرات قنابل في المناطق التي يرتادها السياح أو تفجيرات ألغام بعد زرعها على الطرق التي تستخدمها القوات التركية في المناطق الشرقية القريبة من الحدود العراقية، بالإضافة إلى بعض عمليات قطع الطرق ونهب المسافرين. وقد استشاط رئيس الوزراء التركي غضبا من تسمية وكالة رويترز والبي بي سي البريطانية مفجري القنابل في منطقة جشمة السياحية جنوب غربي تركيا ب «القوات العسكرية الكردية» فقال في كلمته بعد الوقوف لحظة صمت حدادا على قتلى تفجيرات لندن «لا يحق لأحد أن يقول بأن الإرهابي عندكم طيب، والإرهابي عندنا سيئ، فمن يقول ذلك فسيأتي يوم يكتوي بنار هذا الإرهابي الذي تصدى لحمايته». والذي رفع من وتيرة الغضب التركي التصريح الذي نسب إلى مسئول أمريكي رفيع ونقلته وكالة أنباء الأناضول التركية، من أن الولاياتالمتحدة تدعم العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني داخل حدودها. وجاء التعبير عن هذا الغضب على لسان رئيس الوزراء أردوغان خلال برنامج حي لقناة سي إن إن تورك يوم أمس عندما قال «إن تركيا ستقوم بعمليات ضد الإرهاب خارج تركيا إذا اقتضى الأمر، وليس لأحد أن يحدد نطاق ما سنقوم به». ويشير المحللون إلى اجتماع عقده رجب طيب أردوغان مع رئيس الأركان التركي الفريق أول حلمي أوزكوك حضره قادة أفرع القوات المسلحة واستغرق خمس ساعات، ويقولون بأن عدم صدور أي تصريح من أي مسئول عسكري رفيع بعد هذا الاجتماع حتى الآن يدل على أن الغضب الصامت في أنقرة يتعاظم كل يوم وقد ينفجر في أي لحظة.