طالبت دول الخليج في ختام اجتماعها مساء الاحد في الرياض "الاطراف في سوريا التعاطي" مع مبادرة رئيس ائتلاف المعارضة احمد معاذ الخطيب، منددة في الوقت ذاته ب"القتل العنيف غير المبرر للشعب السوري" وباستمرار التدخلات الايرانية في شؤون دول مجلس التعاون. آل خليفة: واشنطن أكدت أن مباحثات (5+1) مع إيران لن تشمل البحرين أو سوريا وافاد البيان الختامي للاجتماع الدوري ان المجلس الوزاري "يطالب الاطراف في سوريا والمجتمع الدولي التعاطي مع مبادرة" الخطيب الهادفة الى الاتفاق مع أطراف النظام الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء على خطوات لنقل سريع للسلطة". كما "يطالب مجلس الامن باصدار قرار ملزم يحدد منهجية واضحة واطارا زمنيا للمحادثات". واكد البيان ان المجلس يشدد على "اهمية السعي لتوحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الازمة السورية وصولا الى عملية نقل سلمي للسلطة" واعتبر ان ما يقوم به النظام السوري من اعتداء وحشي وصل الى استخدام صواريخ سكود المدمرة ضد المدنيين العزل، يتطلب تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه". كما طالب "الاطراف المستمرة في تزويد النظام بالاسلحة والمساعدات بالتوقف عن ذلك". واتهم وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة إيران باستهداف دول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن هناك أزمة ثقة بين طهران ودول التعاون تم إيضاحها بشكل كامل لمساعدة وزير الخارجية الاميركي وندي شيرمان التي طمأنت الوزراء الخليجيين خلال اجتماعها معهم أن مفاوضات (5+1) الخاصة بالملف النووي الايراني لن تتطرق لأي قضايا جانبية مثل الوضع في البحرين او الازمة السورية كما كان قد صرح به مسؤولون إيرانيون في وقت سابق. وأشار الوزير البحريني في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع الوزاري الخليجي بأن الملف النووي الايراني بالرغم من اهميته على المستوى الدولي إلا أن هنالك أموراً أخرى تعاني منها دول التعاون متمثلة في التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول وتدريب وتسليح جماعات تخريبية، وأنه قد قدم تقرير عملي للاجتماع الوزاري عن التدخل الايراني في البحرين يشمل معلومات تفصيلية مدعم بالصور وأدلة دامغة على تدخل طهران. ولفت وزير خارجية البحرين إلى ان دول التعاون مدركة لحساسية المنطقة الجغرافية التي تشغلها بالنسبة للعالم وأنها لن تقوم بأي خطوة تجاه ايران إلى بعد حسابات دقيقة مراعاة لمصالح الدول الحليفة والصديقة ، وأن دول المجلس مستعدة للدفاع عن نفسها ولا تخشى الجمهورية الاسلامية ولا أي دولة. وأكد آل خليفة أن الاجتماع الذي سيعقده مع كيري سيطلعه على الهواجس التي تدور في المنطقة لاسيما تلك المتعلقة بالازمة السورية وايران وقضايا أخرى. وأشار الشيخ خالد آل خليفة إلى موضوع تسليح المعارضة السورية قائلاً إن الموضوع ليس مطروحاً على طاولة "الخليجي" بل هو أمر تتولاه الجامعة العربية بكل أصالة – على حد تعبيره -. من جهة أخرى، رحب المجلس الوزاري بدعوة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لإطلاق الحوار الوطني التوافقي في البحرين، ودعا المجلس الجميع للحفاظ على الروح الإيجابية التي سادت مجريات الحوار، من أجل مواصلة مسيرة البناء والإصلاح في مملكة البحرين، مؤكدا على مواقف دول المجلس الثابتة والجماعية تجاه القضايا الإقليمية والدولية كافة بما يتفق والمصالح العليا لدول مجلس التعاون. وشدد الوزير البحريني على أهمية وضرورة الحوار في اليمن وأن نجاحه هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة ومنها الجنوب اليمني، موضحاً بأن هنالك مطالب في اليمن مطروحة على طاولة الحوار، مؤكداً دعم دول المجلس لليمن في الذي أشار أنه يواجه صعوبات عديدة ليس فقط في الجنوب بل تمرد في الشمال يتمثل بالحوثيين والقاعدة وتهريب السلاح من ايران والقرصنة وتهديدات خارجية ما عدا الجنوب الذي قال إنه شأن داخلي. وكان الشيخ خالد آل خليفة قد قال في كلمة أمام الوزراء الخليجيين الذين اجتمعوا مساء أمس في الرياض إن دول مجلس التعاون تدعو إلى إيجاد علاقات أفضل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا أنه من المؤسف أن يستمر التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" ورفضها أي تفاهم أو حلول سلمية عبر التفاوض والتحكيم الدولي ، مشيرًا إلى أن هذا يستدعي للأهمية وقوف دولنا مجتمعة أمام هذه التدخلات ، وما يواجهنا من تحديات دولية وإقليمية ، مشيرًا إلى أهمية مبدأ حسن الجوار كقاعدة أساسية تلتزم بها الدول في تعاملها في المنطقة انسجاما مع القوانين والأعراف الدولية. وأبان وزير الخارجية البحريني أن ما يتعلق بمواقف دول المجلس السياسية تبدو أكثر تناسقا وتنظيماً سواء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو الأزمة السورية التي تحولت إلى ما يشبه الكارثة عبر أعمال القتل العنيف غير المبرر للشعب السوري، وذلك بسبب عدم تحرك المجتمع الدولي الجاد والسريع في توحيد مواقفه في تعامله مع الشأن السوري، لافتاً الانتباه إلى نجاح المبادرة الخليجية التي أنقذت اليمن من حرب أهلية طاحنة. ودعا إلى تعزيز التعاون المشترك الخليجي من خلال التكامل الاقتصادي وتجسيد السوق الخليجية المشتركة ، وإقامة الاتحاد النقدي والجمركي بين دول المجلس وتعزيز آليات السوق ودور القطاع الخاص. وتطرق البيان الوزاري الخليجي الذي صدر بعيد انتهاء الاجتماع إلى عدة جوانب إذ احتلت العلاقات مع طهران الحيز الاكبر في الجانب السياسي للبيان إضافة إلى الازمة السورية التي أكد المجلس على أهمية السعي لتوحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الأزمة السورية، وصولاً الى عملية نقل سلمي. وأشار البيان إلى العراق التي دان التفجيرات الاخيرة فيها ، مشدداً على أهمية الحوار والتوافق بين مكونات الشعب العراقي ومشاركتهم في العملية السياسية ، بما يحفظ وحدة العراق وأمنه واستقراره، ويحقق تطلعات شعبه المشروعة ، بعيدا عن المصالح الطائفية الضيقة التي تؤثر على نسيجه الوطني. واشار البيان إلى الاوضاع في الاراضي المحتلة الفلسطينية و اليمن والشأن الماليّ والازمة العرقية في ميانمار . كما أوضح البيان ان الوزراء قد ناقشوا عدة ملفات تتعلق بالتعاون المشترك بين دول المجلس في مجال مكافحة الارهاب التي جدد تأكيد المجلس على نبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره مشيداً بكفاءة ويقظة الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين، وقدرتها على افشال المخططات الإرهابية. كما أشار البيان إلى ان التعاون المشترك قد شمل المستجدات فيما يخص شؤون الانسان والبيئة إذ قرر المجلس الوزاري الموافقة على تكليف مكتب استشاري للقيام بإعداد دراسة تفصيلية لإنشاء مركز خليجي للرصد البيئي.