استمر التساؤل في فرنسا عن تكتم السلطات السياسية والعسكرية الفرنسية حول نبأ مقتل عبدالحميد أبي زيد أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال شرق مالي قبل أيام خلال عملية عسكرية ضد المتمردين الإسلاميين شارك فيها قرابة ألفين ومائتي جندي فرنسي وزهاء ثماني مئة جندي تشادي. وكان الرئيس التشادي إدريس دبي قد أكد أن القوات التشادية المشاركة في العملية العسكرية هي التي قتلت أبا زيد مع قائد آخر من قادة المتمردين خلال اشتباك قضى فيه أيضا قرابة أربعين متمردا وستة وعشرين جنديا تشاديا. ولكن وسائل إعلام فرنسية وجزائرية أكدت من جانبها أن القوات الفرنسية هي التي قتلت عبد الحميد أبا زيد. ورجحت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن يكون أبو زيد قد قتل. وقد سئل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عما إذا كان الرجل قد قتل فاكتفى بالقول "هناك معلومات يتم تداولها حول الموضوع ولكني لست مضطرا إلى تأكيدها لأنه علينا أن ننهي العملية التي نقوم بها". وإذا كان عدد من المراقبين الفرنسيين يرون أن هولاند يعني في رده على السؤال إنهاء العملية العسكرية التي تقودها فرنسا في شمال مالي ضد المتمردين على السلطة المركزية، فإن آخرين يقولون إن العملية التي يتحدث الرئيس الفرنسي عنها ضمنا في هذا السياق هي تلك التي يقصد بها بذل كل الجهود لتجنيب الرعايا الفرنسيين الثمانية المحتجزين في شمال مالي مخاطر إضافية وبخاصة أربعة منهم كان أبو زيد قد احتجزهم في شمال النيجر في سبتمبر عام ألفين وعشرة ثم نقلهم إلى شمال مالي. وأكد مصدر مطلع في تصريحات خص بها "الرياض" ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الفرنسية قبل يومين من معلومات مفادها أن السلطات الفرنسية تحاورت عبر وسطاء في الأيام الأخيرة مع بعض زعماء المتمردين الذين يحتجزون رهائن في شمال مالي وعرضت عليهم مساعدتهم على عدم التعرض إلى القتل أو الأسر مقابل الإفراج عن الرهائن.