لا تزال الأسرار تتكشف باستمرار عن الشهادات الوهمية، أو المزورة التي يحصل عليها البعض دون استحقاق علمي، أو أكاديمي لها. وخلال هذه الأيام تناقلت وسائل الإعلام أخبار حصول عدد كبير من الأفراد على شهادات عُليا وهمية من مؤسسات تبيع الورق ولا تزود الدارسين بالمعرفة، بعض هذه الشهادات هي في أساسها مزورة وبعضها الآخر منحت من مؤسسات غير معترف بها أكاديميا على أي مستوى. المؤسف أن بعض من وردت أسماؤهم في وسائل الإعلام الإلكتروني من الشخصيات المعروفة في مجتمعنا اليوم، وممن يشار إليها بالبنان في عدد من المحافل والمناسبات، بل إن بعضهم يطالعنا عبر شاشات التلفزيون بين لحظة وأخرى. التخصصات تنوعت، والضرر كبير، وكان يمكن أن يكون أكبر لو أن التخصصات كانت في مجالات مثل الطب أو الصيدلة أو غيرها مما له صلة بحياة الإنسان وصحته. يا من حصلتم على شهادات وهمية مشكوك في صحتها أو مصدرها: هل تسعون إلى حرف (الدال) قبل أسمائكم فقط، أم تسعون إلى البحث عن فرص وظيفية أفضل؟ أم تسعون إلى حب التفاخر والتباهي في أوساط المجتمع؟ بالله عليكم ما هو وضعكم الآن بعد أن كشفت الأوراق؟. فإن كانت صحيحة في تزويرها، أو من مؤسسات وهمية فأنتم في وضع يُرثى له، وبعضكم يتمنى لو أن الأرض انشقت وبلعته. وان كنتم تقولون أن ما نشر غير صحيح فعليكم المبادرة إلى كشف الحقيقة والدفاع عن أنفسكم ومقاضاة المتسبب في تشويه سمعتكم. فقدان الثقة والمصداقية شيء كبير لا يمكن استرجاعه بسهوله. تصور ماذا سيكون عليه موقفنا من هؤلاء الذين نشرت أسماؤهم ممن سجلوا شهادات مشكوك فيها؟ بطبيعة الحال سنعرض عنهم، ولن نقبل ما يصدر منهم من أقوال أو تصرفات، ومع الأسف إن كثيراً منهم لا يزال يتبوأ مراكز قيادية وفكرية في عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية. مئات التعليقات التي كتبت في وسائل التواصل الاجتماعي تعكس الشعور بالخيبة والمرارة من هذا السلوك، وأن من قام به قلة تحاول تغطية نور الشمس بغربال؛ فالجامعات الوهمية التي تبيع الشهادات معروفة، وسجلات الجامعات متاحة لجمهور المتصفحين لمواقع تلك الجامعات، والحق لا بد أن ينجلي. لا أدري ما هو الحل لهذه الظاهرة المُشْكِلة؟ ولكن على من يحاول اليوم السير في نفس الطريق أن يتوخى الحذر، وعلى كل من يبحث عن مؤهل لشغل وظيفة ما أن يتحرى الدقة والرجوع إلى السجلات الموثقة ولا بأس أن يستحلف المتقدم ثلاثاً أن الشهادة صحيحة وأنها من مؤسسة أكاديمية معترف بها ولا غبار عليها..