كانت هواجسي تبتعد وتقترب حيال فكرة اللقاء حيث راودتني أفكار شتى وأنا أحاول الاستئناس بصورة المقابلة بما يجعلني مطمئناً لها وأن تكون باعثة على رضاء شخص أتمناه، المهم دلفت إلى المكان الفخيم الذي منحني إحساساً بالراحة لجمال تنسيقه فقلت لنفسي خيراً لعل المقابلة تكن انعكاساً لاحساسي بروعة المكان رغم ما كان يغالبني من توجس وأظنه من طبيعة النفس البشرية.. استقبلني بحفاوة في مكتبه لبدء اللقاء المخطط له.. فأزال بابتسامته وبشاشة استقباله، وانفراج أساريره، وعذب حديثه كل همّ اقتحمني حيال المجيء إلى مكتبه، وأذهب عني كل توتر داهمني، لقد استقبلني الأستاذ خالد بن محمد البراك برحابة بدَّدت ظنوني وعكست ملامح إنسان جعل البشاشة الرسالة الأهم وسفير المودة بينه وبين من يعرفهم ومن لا يعرفهم.. فقلت في نفسي وأنا أراقب تعامله المترافق مع أدب جم مع من يقابله بمكتبه وهو يستقبلهم ويودعهم بتلك الروح الإنسانية، ويجيب على المكالمات الهاتفية بذات الأريحية لا تشعر بتأفف حيالها، لقد أتقن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء - حفظه الله - كعادته اختيار من يمثله أمام محبيه من المواطنين والمقيمين على مختلف فئاتهم، وبالشكل الذي يحب أن يرى فيه كل زائر ومراجع لمكتبه الخاص وهو يغادره راضياً عن منظومة الأداء وتسريع البت في الأمور وحسن الانجاز وطيب التعامل وهي الأمور التي طالما يذكر بها الأمير الإنسان عبدالعزيز بن فهد موظفيه بالتركيز على المضامين الايجابية في التواصل مع زوار ومراجعي مكتبه بما يجلب لهم الرضاء وراحة البال على مستوى الخدمة التي يتلقونها. لقد جسَّد لي الأخ الكريم خالد بن محمد البراك مدير عام المكتب الخاص للأمير عبدالعزيز بن فهد طوال بقائي معه هذه الروح الايجابية، بإتقان دور الرجل الذي ولاه سموه الكريم مهمة تصريف أعمال مكتب يعنى بملفات ذات مضامين عديدة اجتماعية وإنسانية وثقافية وهي الأعباء التي تُجلي معدن الرجال وتظهر خصائصهم الطيبة. لقد طافت بذهني صور شتى وأنا أتجول بناظري في المكان.. تواردت عليَّ ذكريات رائعات عذبات عايشتها شخصياً.. دلف لخاطري صورة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بابتسامته التي لا تنسى وخصاله الإنسانية وشخصيته الفذة القريبة من النفس وقراراته الحكيمة.. كان هناك ارتباط خاص بين صورة الملك وصورة نجله عبدالعزيز تلك الصورة التي ترد إلى الذهن وأنت تستذكر مواقف عظيمة عززت حضورها المألوف بيننا ومنحتنا جميعاً صورة الوالد القائد الحكيم، وهو يغمر نجله بحبه ويحيطه بعنايته. لن تنفك الذاكرة وهي تتبع خيطاً متواصلاً من الصور الفوتوغرافية العديدة التي تحتشد بها مخيلتنا تؤرخ لهذه المحبة المتبادلة التي وضعتنا أمام هذا الإحساس الفريد لأمير محبوب طُبقت صفته الإنسانية أرجاء المعمورة. وكان المتنبي يعنيه عندما قال: فتى لا يرجي أن تتم طهارة لمن لم يطهِّر راحتيه من البُخل فلا قطع الرحمن أصلاً أتى به فإني رأيت الطيب الطيِّب الأصل فأصدق آيات الشكر والتقدير والثناء، معطرة بأريج الدعاء النابع من القلب والأمنيات الصادقة لمقام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد الذي اختار الرجل المناسب لهذه المهمة لخدمة قاصديه من مختلف فئات المجتمع، فكان خير رسول لأمير العطاء ونبض الوطن والإنسانية، والشكر قبل ذلك موصول لروح والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، الذي ربى عبدالعزيز وعلمه ليكون الابن البار الصالح والامتداد الطبيعي له على مر العصور.. وحقاً من خلّف ابناً مثل عبدالعزيز بن فهد لن ينقطع ذكره بين الناس أبداً، سيبقى دائماً اسمه محفوراً في قلوب الجميع بأسطر من نور. فشكراً للأخ الكريم خالد بن محمد البراك على حُسن تواضعه ومودته، وكثر الله من أمثاله في هذا الوطن المعطاء ووفقني لحفظ حقكم عليَّ.