يقولون عاد ! في كل الوسائل الإعلامية يقولون عاد .. إلا أنني أقول أهو غادر ، لكي يعود إنه هو في قلوبنا ، فكيف يعود من هو موجود هناك حيث يجري الدم .. ويصعد النفس ، سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الإنسان .. لا والله لم يغادر.. كنا ومازلنا وسنظل نراه ونراه في كل ركن من أركان بلادنا الغالية ، إبتسامته كشمس مشرقة لم تغب يوماً من الأيام حديثه لا تخطئه أذن الوليد ولا الكبير ولا الشاب ولا الشابة حتى الكفيف يستشعرها ويحس بها ، رجل تحس وهو يتحرك أمامك في التلفاز وكان الوطن كله يتحرك وكأن الخير كله يتحرك ، وكان العطاء كله يتحرك ... فكيف بالله يقولون عاد.! لقد رأيت ورأيتم معي أسمى قمم الأخوة وأسمى قمم التقدير والمحبة تجلت في خطوات ملك الإنسانية وهو يتجه نحو باب الطائرة ليرى أخاه ويرحب به ويحمد الله على سلامته سليماً معافى .. وعندما إلتقت القمتان حاول سلطان الخير أن يحب ويقبل يد ملك الإنسانية وهو يقول له (والله لحبها) ويكررها(والله لحبها) ولكن أبو متعب يأبى أن يطيعه لأنه أخوه الحبيب وسنده وعضده وولي عهد والمؤتمن على هذه البلاد بما فيها من مواطنين ومقيمين .. يا له من موقف تتجلى فيه عظمة التقدير مع قمة التواضع والأخلاق السامية التي زرعها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في أبنائه ليكتبها التاريخ للأجيال القادمة، ولتسجلها عدسات التصوير الثابت والمتحرك ليتعلم من هذه المواقف من يريد أن يتعلم. صالة المطار كانت تغص بعدد كبير من أصحاب السمو الملكي الأمراء ، وأصحاب السمو الأمراء والفضيلة والمعالي مدنيين منهم وعسكريين ورغم طول مسافة الطيران إلاّ أن سلطان الخير كان يصافح هذا ويقبله ذاك والكل لسان حاله يقول ( حمدا لله على سلامتك سلطان الخير والعطاء ، سلطان القلوب ، سلطان العقول) .. ولم تمضِ أربع وعشرون ساعة على وصوله إلا ورأيناه بين أبنائه العسكريين يزورهم في المستشفى وابتسامته لا تفارقه كما هى عادته حفظه الله .. وهناك تتجلى صورة أخرى من صور التواضع صورة من صور التلاحم بين القائد وبين ضباطه من مختلف الرتب وبينما كان المسئول العسكري يقوم بالتعريف لسموه بأسماء المرضى من ضباط وصف ضباط وجنود .. كان سموه الكريم رعاه الله وسلطان الخير يجسد صورة أخرى وهو (يُصِر)على تقبيل رؤوس أبنائه العسكريين بل ويصر إصراراً (فيالها من قبلة ، إنها قبلة لها شأن كبير ولها معان كبيرة وعميقة) قبلة تفسر العديد من القيم الفضيلة والرائعة التي يتحلى بها سموه بل جبل عليها وتربى عليها سيدي ولي العهد.. نعم إنهم أبناؤه ، إنهم إخوانه ، إنهم حماة هذا البلد الكبير ليس بمساحته وحدوده وحسب بل كبير بقيمه ومبادئه وتمسكه بكتاب الله وسنة نبيه الكريم كبير بأمرائه المتواضعين ، كبير بعزته وشموخه وهو يحتضن قبلة المسلمين.. ومسجد رسول رب العالمين. سيدي أبا خالد.. سيدي أبا نوف .. سلمت وسلم جسدك وكل حواسك من كل شر .. عدت وعادت الإبتسامة التي نعرفها عنك بل هي عنوانك وكما قيل يا سيدي.. (لا ندري هل نهنئك بالسلامة أم نهنئ السلامة بك؟) إنهما الإثنان معا فهنيئا للسلامة عودتك بالسلامة .. وهنيئا لنا عودتك بالسلامة يا وجه الخير.