تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز – حفظه الله - تنظّم الدارة بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي الثقافي "اللقاء العلمي" عن الأديب عبدالله بن محمد بن خميس - رحمه الله - مساء اليوم الثلاثاء في فندق كورتيار ماريوت بمدينة الرياض. ويهدف اللقاء إلى توثيق حياة الأديب بن خميس وإنجازاته في مجالات العمل الحكومي والثقافة والإعلام والبحث العلمي ضمن برنامج دارة الملك عبدالعزيز لتكريم أعلام المملكة العربية السعودية من الأمراء والقادة والمؤرّخين وتوثيق حياتهم وإنجازاتهم الرائدة والوطنية. وينقسم اللقاء إلى جانبين، الجانب "الشفوي" الذي يتحدث خلاله بعض معاصري ابن خميس وأبناؤه عن جوانب من شخصيته ومواقفه وشواهد تاريخية في حياته.. التي يأتي ضمنها تقديم إضاءات عن تجربته الصحفية، حيث سيتحدث د.عبدالرحمن الشبيلي،عن ابن خميس صحفيا، فيما يتحدث عبدالرحمن الراشد عن تجربة ابن خميس في الإدارة وسماتها ومواقفها المختلفة. أما عن "أدب ابن خميس وسماته ومؤلفاته" فسيكون ضمن المتحدثين في هذا الجانب د.محمد الربيّع المستشار بدارة الملك عبدالعزيز، بينما ستتحدث ابنة ضيف اللقاء الأديبة أميمة الخميس عن "الجانب الاجتماعي" وذلك من خلال تعامله مع أفراد أسرته ورعايته لمسؤوليته الأبوية لأبنائه، فيما يتحدث د.أسعد عبده، عن ولع الأديب ابن خميس بعلم الجغرافيا وجهوده التأليفية والميدانية وحرصه على الدقة والموضوعية في مؤلفاته الجغرافية. أما في القسم الثاني من الندوة، والمتمثل في تقديم أوراق عمل يقدمها متخصصون وباحثون وباحثات، فسيشمل ثماني أوراق عمل في سبعة محاور الأول منها عن " شعر ابن خميس" أما الثاني فعن نثره، حيث يضم هذا المحور (المقالة، وأدب الرحلة) بينما خصص ثالث المحاور عن " مؤلفاته التاريخية" أما رابع محاور الندوة فسيكون عن " مؤلفاته الجغرافية" بينما جاء " الموروث الشعبي" عند ابن خميس محورا خامسا، أما السادس فحدد بموضوع " التجربة الإعلامية: الصحفية والإذاعية " وصولا إلى آخر محاور الندوة الذي سيكون بعنوان: ابن خميس الإنسان: حياته، ذكرياته، معاصروه. كما يشهد حفل الافتتاح فقرات خطابية تبرز أهمية هذا اللقاء وضيفه في الإسهام في الحركة العلمية والإعلامية وجهوده الناجحة في خدمة الجوانب التي عمل بها، ومنهجه في العمل والإدارة سواء في العمل الحكومي أو في مجال الإعلام وما ناله من التقدير من المجتمع والدولة كان أبرزه جائزة الدولة التقديرية في الثقافة والأدب، كما سيشمل الحفل معرضاً مصوراً عن الأديب عبدالله بن خميس - رحمه الله – حيث تقدم الدارة والنادي الأدبي عددا من الإصدارات عن المناسبة، إلى جانب مشاركة إذاعة الرياض بنسخ من البرنامج الشهير والموسوعي (من القائل) بعد أن أضيفت عليه لمسات إخراجية وفنية حديثة تظهر أصوات أجيال من المذيعين الذين عملوا في الإذاعة في إشارة إلى أهمية هذا البرنامج الجماهيري على الرغم من مرور الوقت، وتفاعلاً مع أوراق الندوة. وقد أسهم ابن خميس خلال مسيرته الإدارية والأدبية والإعلامية بعطاءات متميزة، جسدها ما تميز به من إسهام وظيفي في عدد من المناصب الإدارية، الى جانب ما قدمه من مؤلفات طيلة مسيرته الأدبية من مؤلفات في مجالات الدب العربي شعره ونثره، وفي مجال الأدب المحلي الشعبي، الذي قارب به الفصحى، إذ كان ابن خميس أحد أدباء المملكة المنافحين عن اللغة العربية، بما يكتبه مؤلفا.. وما يذيعه معدا مقدما.. وما يبدعه شاعرا وناثرا، إلى جانب كونه عمل عضوا في مجمع اللغة العربية، الأمر الذي جعل من ابن خميس أديبا موسوعيا. يظل الأديب عبدالله بن خميس قامة تستحق "الوفاء" الذي يأتي تكريما له في ذاكرة الأجيال القادمة، عبر بوابة ما ناله من تكريم على المستوى الرسمي، من لدن قيادتنا الرشيدة، التي جعلت من تكريم العلم وأهله، والإبداع ومنشئيه شواهد عناية ورعاية واهتمام على كافة المستويات وعبر مختلف المحافل في مختلف مجالات المعرفة ومساراتها العملية.. مما يجعل هذه الندوة وقفة تكريم أخرى، يقف معها معاصرو ابن خميس، ويستحضرها المشهد الثقافي خاصة عبر مؤلفاته الأدبية، وبوصفه مؤسسا لنادي الرياض الأدبي الثقافي الذي ترأس أول مجلس لمسيرته الأدبية. لم يقتصر إسهام ابن خميس على مستويات محدودة خلال رحلته مع الكلمة الشعرية، والتاريخية، والجغرافية وغيرها، فلقد كان له العديد من المشاركات الإذاعية والتلفزيونية، التي جاء منها برنامجه الإذاعي الذي استمر لمدة أربع سنوات " من القائل؟ " وبرنامجه التلفزيوني "مجالس الأيمان" إلى جانب ما نشرت له الصحافة المحلية والعربية، من القراءات والمقالات في مجالات معرفية مختلفة.. إذ كان من الأسماء المبرزة في المشهد الثقافي المحلي والعربي، بمقاله حينا، وبإسهاماته المختلفة من خلال التمثيل الثقافي في وفود المملكة الثقافية حينا آخر . إن المتتبع لمسيرة الأديب عبدالله بن خميس، سيجد فيها شمولية الأديب، ورؤية الناقد، واهتمام المثقف بمعارف الثقافة، إلى جانب كونه أحد الشعراء البازين في المملكة، وأحد الأسماء الأدبية عربيا، ليجد القارئ ابن خميس كاتبا اجتماعيا عبر مقالاته الافتتاحية التي كان يحررها، ومؤرخا عبر مؤلفاته التي تناولت العديد من الجوانب التاريخية وفي مقدمتها كتاباه "الدرعية" و"تاريخ اليمامة" إلى جانب شاعريته التي جمعت قوافيها روح الأصالة والمعاصرة، إذ أصدر عددا من الدواوين الشعرية، إلى جانب ما رصده في جانب الأدب الشعبي، الذي اتخذ منه مقاربة شعبية تنحو إلى اللغة الفصيحة عبر ما جمعه شعرا، ونثرا في هذا المجال، الذي يأتي ضمنه كتابه الشهير "من أحاديث السمر" وكتاب "راشد الخلاوي: حياته وشعره". لقد قدم ابن خميس خلال مسيرته الثقافية والأدبية مع الكلمة للمكتبة المحلية والعربية عشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، إذ كان صاحب الصولات الثقافية والجولات الإبداعية عبر الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.. إذ أصدر "تاريخ اليمامة" في سبعة أجزاء، وكتاب "المجاز بين اليمامة والحجاز" وكتابه "على ربى اليمامة" وكتاب " من القائل؟" الذي أصدره في أربعة أجزاء، وكتابه الشهير " معجم اليمامة" في جزأين " إلى جانب كتابه "معجم جبال الجزيرة" في خمسة أجزاء" وكتابه "معجم أودية الجزيرة" صدر في جزأين، وكتابه الشهير " الشوارد" في ثلاثة أجزاء، وكتاب "الأدب الشعبي في جزيرة العرب" وكتابه "من جهاد قلم" وغيرها من المؤلفات، التي يجد فيها القارئ مثقفا موسوعيا، وأديبا رحالة، ومؤرخا جغرافيا، وإداريا إعلاميا. الجدير ذكره أن حفل الافتتاح يبدأ بعد مغرب هذا اليوم، متضمنا العديد من الفقرات الخطابية التي تتضمن: كلمة الدارة، كلمة نادي الرياض الأدبي الثقافي، كلمة أبناء الأديب ابن خميس، عرضا لفيلم وثائقي عن صاحب الندوة، يليه افتتاح معرض الصور. أما الجلسة الأولى من الندوة فتنطلق بعد صلاة العشاء، التي سيتحدث فيها د. الشبيلي عن ابن خميس صحافياً، والراشد عن الجوانب الإدارية لصاحب الندوة، بينما يتحدث د. الربيع عن (أدبه) فيما تقدم ابنته الأديبة أميمة مشاركة عن (الجوانب الأسرية في حياته) أما أسعد عبده فيتحدث عن ابن خميس باحثا جغرافيا.. فيما يشهد يوم غد جلستين تتضمن ثماني أورق علمية، تتناول بقية محاور الندوة، حيث ستبدأ الجلسة الأولى بعد مغرب الغد، تليها الأخرى بعد صلاة العشاء مساء غد. ولي العهد خلال تكريمه لابن خميس في إحدى المناسبات