ودّع آلاف الفلسطينيين في أجواء من الحزن والغضب أمس جثمان الشهيد الأسير عرفات جرادات الذي استشهد على أيدي جلادي الاحتلال في سجن مجدو سيئ الصيت، فيما عمت مناطق عدة من الضفة الغربية تظاهرات ومواجهات مع قوات الاحتلال تنديداً بهذه الجريمة. وقد استبقت قوات الاحتلال مراسم التشييع بفرض اجراءات وتدابير مشددة في محافظة الخليل لا سيما محيط بلدة سعير والمناطق المجاورة، فيما عمدت الى إغلاق الطريق الرقم (60) بالقرب من تجمع مستوطنات "كفار عصيون" وذلك أثناء نقل جثمان الأسير الشهيد جرادات من الخليل الى بلدة سعير، تحسباً لمهاجمة سيارات المستوطنين الذين يعبرون الطريق بسياراتهم. وأجريت للشهيد جرادات مراسم وداع رسمية في مدينة الخليل حيث نقل جثمانه من المشفى الاهلي الى مسقط رأسه بلدة سعير في موكب مهيب وبمشاركة ممثلين عن السلطة الفلسطينية والفصائل، قبل إلقاء نظرة الوداع عليه في منزل عائلته ومن ثم مواراته الثرى في مقبرة شهداء سعير. الى ذلك شهدت مناطق مختلفة من محافظة الخليل منذ ساعات الصباح مواجهات مع قوات الاحتلال التي اعتدت على المتظاهرين بالرصاص وقنابل الغاز والصوت. كما اندلعت مواجهات عنيفة في محيط سجن "عوفر" غرب رام الله، حيث رشق المتظاهرون قوات الاحتلال بالحجارة فيما ردت هذه القوات باطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز بكثافة واصابت ظهر أمس شابين بأعيرة نارية، فيما أصيب ثالث بجراح خطيرة في الرأس جراء قنبلة غاز اطلقتها قوات الاحتلال عليه بشكل مباشر، وقد نقل المصابون الى مجمع فلسطين الطبي في رام الله. وكانت نتائج تشريح جثمان الأسير جرادات التي اجريت في مستشفى الطب العدلي في "ابو كبير" بمدينة يافا اظهرت انه توفي نتيجة تعرضه للتعذيب، ما دفع بوزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع الى وصف قتل جرادات بأنه "جريمة حرب"، مطالبا بلجنة تحقيق دولية ومحايدة، وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية. وحسب التقرير الطبي الصادر عن مدير الطب الشرعي الفلسطيني صابر العالول، الذي شارك في عملية التشريح، فقد ظهرت على الجثمان "إصابات وتكدمات وآثار تعذيب في منطقتي الظهر والصدر والفم والانف. كما اظهر التقرير أن القلب خال من أي إشارات مرضية، والشرايين القلبية سليمة، ولا يوجد أي آثار للتجلط، وهو ما كذب "المزاعم الإسرائيلية بأن جرادات توفي نتيجة لسكتة قلبية". وتوعد الجناح العسكري لحركة "فتح" أمس بالرد على جريمة قتل الأسير جرادات. وقال بيان وزعته كتائب شهداء الاقصى في قرية سعير "هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد".