أفرد أمس الأحد الوزير الأول الجزائري اجتماعا خاصا بأعيان منطقة إليزي ( أقصى الجنوب الشرقي على بعد 43 كلم من الحدود الليبية ) التي تقطنها أغلبية من قبائل الطوارق في محاولة لحث هؤلاء باعتبارهم رؤوس الحكمة في المنطقة على مساعدة السلطة المركزية في تعزيز الأمن بالمنطقة التي لا تبعد كثيرا عن بؤر صراع وتوتر تشهدها دول الجوار على رأسها ليبيا ومالي . و جاء تنقل عبد المالك سلال إلى ولاية إليزي التي تحدها شرقا دولة ليبيا ومن الجنوب كل من النيجر ومالي بإيعاز من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي أعطى تعليمات مثلما كشف عنه بيان للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أكبر التنظيمات النقابية في البلاد ، نشرته وكالة الأنباء الجزائرية ، بأن يتم الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد المصادف كل سنة ل 24 فبراير، بمجمع تيقنتورين الغازي بمنطقة إن امناس بولاية إليزي رغبة من بوتفليقة في تكريم أرواح الضحايا من الجزائريين والرعايا الأجانب الذين راحوا ضحية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المنشأة الغازية في 16 جانفي الماضي وأدى إلى احتجاز رهائن من جنسيات مختلفة قبل تحريرهم من قبل القوات الخاصة للجيش . و يعد تنقل الوزير الأول الجزائري إلى منطقة الجنوب، الذي تقطنه غالبية من قبائل الطوارق الدين تربطهم بسكان الجنوب لدول الجوار علاقات نسب ومصاهرة وتبادل تجاري الثاني من نوعه يجمع مسؤولا ساميا جزائريا بأعيان المنطقة في ظرف أقل من شهر ، حيث سبق لوزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية أن تنقل إلى المنطقة نفسها في 14 فيفري الجاري والتقى أعيانها وتحدث بصريح العبارة عن الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في دعم السلطات العسكرية المحلية في مهامها في تأمين التراب الجزائري بمحور الجنوب وحماية حدوده وهذا في وقت لم يتأخر سكان المنطقة عن مطالبة السلطات ذاتها بإدراج أبنائهم في سلك الأمن باعتبار هؤلاء من أعرف الناس بمنطقهم وخصوصياتها وشعابها وسكانها فردا فردا، ما يساعد في سرعة التعرف على الغرباء و المشبوهين، ويسّهل التوصل إلى بارونات الإتجار غير الشرعي بالسلاح والمخدرات والهجرة السرية ويمكّن من إحباط محاولات تسلل نشطاء التنظيمات الإرهابية إلى التراب عبر حدوده الجنوبية المترامية الأطراف . وسبق لأحمد أويحي عندما كان وزيرا أول أن تنقّل هو الآخر شهر مايو 2012 إلى منطقة الجنوب، إلى ولاية تمنراست تحديدا، أقصى الجنوب على الحدود مع مالي و النيجر، و كان ذلك ساعات فقط من إعلان الحركة الوطنية لتحرير الأزواد استقلال الإقليم وأسابيع قليلة بعد عملية الاختطاف التي طالت الدبلوماسيين الجزائريين شمال مالي، حيث التقى أحمد أويحي مع كبير طوراق الجزائر، أمين العقال "أحمد إيدابير" و نقلت وكالة الأبناء الجزائرية الرسمية ما دار بين رئيس الحكومة وكبير طوراق الجزائر وأوردت إن الأخير وعد ب " التنسيق ومساندة الدولة الجزائرية في الحفاظ على استقرار المنطقة والنهوض بواقع التنمية بها " وكانت الإشارة واضحة إلى مطالب يكون الوزير الأول الجزائري قد عبّر عنها لدى زعيم الطوارق في الجزائر بأن يتخذ الحيطة والحذر من كل محاولة تستهدف الوحدة الترابية الجزائرية .