التقى الوزير الأول الجزائري أحمد أويحي زعيم قبائل الطوارق جنوبالجزائر في إطار تنقّل قاده الجمعة إلى ولاية تمنراست أقصى الجنوب على الحدود مع مالي و النيجر للاجتماع مع مناضلي حزبه عشية انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات 10 مايو المقبل. ولم يفّوت أحمد أويحي فرصة وجوده بمنطقة تمنراست التي تتمركز بها الغالبية الكبرى لسكان الطوارق ذوي الأصول الأمازيغية ليجتمع مع أمين عقال قبائل طوارق الجزائر "أحمد إيدابير" النائب السابق في البرلمان لثلاث مرات متتالية تحت راية الحزب الذي يقوده أويحي "التجمع الوطني الديمقراطي" وحسب وكالة الأبناء الجزائرية الرسمية التي نقلت أمس ما دار بين رئيس الحكومة و كبير طوراق الجزائر فإن الأخير وعد ب "التنسيق ومساندة الدولة الجزائرية في الحفاظ على استقرار المنطقة والنهوض بواقع التنمية بها" والإشارة واضحة إلى مطالب قد يكون الوزير الأول الجزائري قد عبّر عنها لدى زعيم الطوارق في الجزائر بأن يتخذ الحيطة والحذر من كل محاولة تستهدف الوحدة الترابية الجزائرية، وكان أويحي قد عبّر عن هذا القلق وهو يتحدث عن "مؤامرة تحاك ضد دول المنطقة" في الكلمة التي وحهّها لمناضلي حزبه بنفس الولاية عندما قال "لسنا متشائمين، نحن شعب واحد ولكن اليقظة لا بد منها" ويضيف "أنا مطمئن لكون مواطني عين صالح وتمنراست وعين قزام وتينزاواتين " و هي مناطق ينتشر بها السكان الطوارق بكثرة "واعون ومتمسكون بوحدة التراب ومتحدين ضد المؤامرات التي تخاط ضد دول المنطقة" ولايمكن فصل اللقاء الذي جمع أحمد أويحي بزعيم طوارق الجزائر عن التطورات المتسارعة الحاصلة شمال مالي المتاخمة للحدود الجنوبية للجزائر على رأسها اختطاف القنصل الجزائري سايس بوعلام و6 من معاونيه بمدينة جاو وإعلان متمردي الطوارق هناك استقلال إقليم الأزواد الذي يضم مدن كيدال وجاو وتيموكتو بالأخص وأن قرار تنقل أويحي إلى جنوب البلاد ولقاء زعيم الطوارق جاء ساعات فقط من إعلان الحركة الوطنية لتحرير الأزواد استقلال الإقليم، كما لا يمكن فصله عن مساع تقوم بها الجزائر لدى قبائل الطوارق في جنوبها لمساعدتها على تقفّي أثر الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين بحكم علاقة هؤلاء بنظرائهم في مالي وإمكانية أن يكون لهم دور بارز في التفاوض الذي تجريه السلطات الجزائرية مع المختطفين. واشارت أمس صحف محلية استنادا إلى مصادر وصفت ب"المطلعة" أن الجزائر أوفدت خبراء أمنيين إلى مالي للمشاركة في التحقيق في قضية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين وأوردت الصحف ذاتها أن أولى التحريات تكشف ان الجماعة التي نفذت عملية الاختطاف هي مجموعة إرهابية يقودها أمير من عرب النيجر يدعى "آغ أمنوكال" مرتبطة مباشرة بكتيبة "طارق بن زياد" التي يتزعمها "محمد غدير" المكنى عبد الحميد أبو زيد " الذي ينحدر من منطقة الدبداب بولاية " إليزي " أقصى الجنوبالجزائري. وقالت الصحف أن وزارة الدفاع أعلنت حالة الاستنفار القصوى وأن ثلاثة آلاف جندي من القوات الخاصة، منهم قوات نخبة متخصصة في تحرير الرهائن، وضعوا بقواعد جوية في ولايات تمنراست وغرداية وبسكرة وبشار وأدرار أقصى الجنوب، وكشفت تسريبات للصحافة المحلية أن قائدا كبيرا من الأزواد عرض على الجزائر - عبر وسيط من موريتانيا - المساعدة بتوفير معلومات دقيقة حول هوية الخاطفين، وتقديم نتائج تحقيق أمني تجريه الحركة حول عملية الاختطاف. ويأتي لقاء أويحي بزعيم الطوارق بالجنوب عشية مشاركة الجزائر اليوم الأحد في اجتماع وزراء خارجية "دول الميدان" التي تضم كل من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، ويمثل الجزائر في هذا الاجتماع الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، وقال مصدر في وزارة الخارجية لوكالة الأبناء الجزائرية أمس السبت أن الاجتماع المنقوص من وزير الخارجية المالي يناقش الوضع في المنطقة على ضوء المستجدات الحاصلة في مالي بعد إعلان متمردي الطوارق دولة الأزواد المستقلة.