يعول أنصار قطبي العاصة السعودية الهلال، والنصر وجماهيرهما على أجانب الفريقين في صناعة الفارق في موقعة الحسم النهائية لتحقيق نتيجة إيجابية تسهم في خطف اللقب الكبير الذي يهم الجانبين على حد سواء، ويظهر التقارب النسبي بين هذه الأسماء إن كان ذلك في مراكز اللاعبين أو في الآداء الفني. واذا ما استعرضنا قدرات اللاعبين فسنرى تقارباً كبيراً بين المدافعين البحريني محمد حسين في النصر، والبرازيلي أوزيا في الهلال، فحسين الذي حضر نهاية فترة التسجيل الشتوية انسجم مع المجموعة بشكل سريع وقدم أداءً قتالياً أعطى خط الظهر النصراوي قوة ومتانة يصعب اختراقها من المهاجمين، وفي الجانب الهلالي لم يكن حضور البرازيلي أوزيا صاحب البنية الجسمانية الرائعة بتلك الصورة التي كان ينتظرها الجهاز الفني منه بالرغم من قدراته الجيدة، إلا أنه يظهر عليه البطء كما كان عليه في المواجهات الأخيرة للفريق، التي كان آخرها مواجهة الشباب إذ ولج مرماه ثلاثة أهداف من جميع الاتجاهات، وهو الأمر الذي يجعل عشاق الهلال يضعون أيديهم على قلوبهم خشية تكرار مثل هذه الاختراقات في المباراة النهائية. باستوس فيما يقف المصري حسني عبدربه في منتصف النصر بثقة عالية، ومهارة كبيرة، وخبرة عريضة يساهم بها في تعزيز قوة خط الوسط بشكل واضح سواء على صعيد التسديد أو التمرير الطولي الذي خدم الفريق كثيراً، وفي الجانب الهلالي يأتي الكولمبي بوليفار وهو الملتحق بالفريق مؤخراً خلفاً للمغربي عادل هرماش الذي كان بصمة واضحة في التشكيلة الرئيسية وبالرغم من السمعة العالية التي صاحبت حضور بوليفار للملاعب السعودية عطفاً على سجله الحافل إلا أنه لم يظهر حتى الآن كل ما لديه في المباريات التي شارك فيها وظهر بشكل جلي اعتلال منطقة المناورة وانكشافها في كثير من الهجمات التي اخترق فيها مهاجمو الفرق الأخرى مرمى الهلال بكل سهولة. أما ثالث الأجانب في النصر فإنه البرازيلي الأنيق باستوس الذي صنع لنفسه مكانة جيدة، وسمعة حسنة من خلال أدائه اللافت وثقته بنفسه، وإجادته لصناعة كرة الهدف، والتكفل في التسجيل في أحيان كثيرة بل إنه بات رقماً مهماً وصعباً يعتمد عليه المدرب كارينو لحسم الكثير من المواجهات كما فعل في اللقاءات الأخيرة التي سجل خلالها، وتجلى فيها بشكل واضح. وفي الجانب الهلالي يأتي المهاجم البرازيلي الأصلع ويسلي لوبيز الذي قدم منذ حضوره مستويات عالية، وتمكن من تسجيل أهداف بالجملة جعلت منه هدافاً للفريق، وللدوري بمجمله، ولكنه توقف منذ عدة أسابيع ولم يكن بالمستوى الذي كان عليه مع مشاركاته الأولى، وهو الذي وضع أكثر من علامة استفهام على هذا الصيام الغريب، والمؤثر. أما رابع الأجانب في النصر فهو اليوناني الدولي خريستياس الذي حل بديلاً عن أيوفي الخطير الذي توقف بداعي الإصابة، ولم يشارك خريستياس باعتبار وصوله المتأخر الذي كان قبل أيام قليلة، ولكن سمعته العريضة، وبنيته الجسمانية الجيدة جعلت منه مرشحاً لتقديم مستوى متميزاً يخدم النصر في التهديف خصوصاً في الكرات العرضية لمقدرته الرفيعة في الألعاب الرأسية، على الجانب الآخر يأتي الكوري لي يونق وهو اللاعب الجيد صاحب الإمكانات العالية، والحظ العاثر سواء كان على مستوى التهديف من حيث إضاعة الفرص أمام المرمى أو من حيث قناعات المدربين بأعطائه أفضلية المشاركة أساسياً وهو الأمر الذي أثر على مستواه الفني بشكل كبير وأسهم في عدم حضوره الواضح رغم ما يظهره من عطاء جيد من خلال مشاركاته المختلفة وتسجيله في العديد من المناسبات. باختصار المحترفين الأجانب في الطرفين على كفة متوازنة إلى حد كبير وإن كان هناك أفضلية نسبية للنصر ويبقى الميدان في مواجهة الختام هو المحك لتقويم أي منهم أكثر بروزاً وأوضح تأثيراً.