أكد د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الاديان والحضارات وضعت أساسا واطارا للحوار البناء بين الاسلام والغرب يرسخ لاقامة علاقات سلام وتفاهم تعود بالخير على الجميع، مشدداً على أهمية تفعيل دور مؤسسات الحوار بين الأديان نظرا للدور الكبير الذى يلعبه الحوار بين الشرق والغرب في تعميق علاقات التعاون والتفاهم وتعميق القواسم المشتركة بين الجميع، مثل القيم والأخلاق والمُثُل والمبادئ التي يتَّفق عليها عقلاء وحكماء العالم، وأضاف شيخ الازهر خلال استقباله جان هنغستون، مسؤول الحوار بين الأديان بوزارة الخارجية السويدية والخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للاتحاد الدولي للثقافات، والسفيرة بريجتا هولست العاني، سفيرة السويدبالقاهرة: إننا إذا تجاهلنا هذا الحوار المثمر فسيدفع الجميع ثمنًا باهظًا مما يعود بالإنسانية إلى القرون الوسطى. وأضاف قائلا: على الرغم من مؤتمرات الحوار التي عُقدت للحوار إلا أنَّه من الملاحظ أن الغرب يستغل هذه الملتقيات لصالحه، ويكيل في تعامله مع منطقتنا بمكيالين، مما يعني عدم وجود ثمرة لهذا الحوار؛ مما يُوجب تحاشي تلك السلبيات حتى نصل إلى حوار متكافئ ومثمر وبنَّاء ويجمع بين أهل الأديان على أصولها التي اتفقت عليها. وأوضح: أنَّ مجال الحوار ينبغي أن يشمل المساحات الواسعة والقيم العليا المتفق عليها بين أهل الأديان وهي كثيرة؛ حتى نواجه الأفكار الشاذة مثل زواج المثليين الذي بدأ ينتشر ويهدد مستقبل البشرية ويتناقض مع الفطرة السوية والشرائع السماوية التي حرمت مثل ذلك السلوك الشاذ. وقال شيخ الازهر: إنَّ التجديد في الدين ليس محله العقائد والأمور الثابتة والمجمع عليها، ولكن التجديد في الأمور والنوازل المستحدثة التي لا نص فيها؛ لأنَّ طبيعة الفتوى قد تتغير من مكان إلى مكان ومن مجتمع إلى مجتمع ونشيد في هذا المجال بالمجلس الأوروبي للإفتاء الذي أصدر عدة فتاوى تناسب العصر والمكان في إطار الثوابت الشرعية؛ مما يسهل على المسلمين الغربيين أمورًا كثيرة في حياتهم. ومن جانبه قال السفير جان هنجستون: إن وثائق الأزهر التي أصدرها في الآونة الأخيرة كانت ملهمة وذات تأثير كبير في العديد من المراكز البحثية الأوربية، خاصة وثيقة الحريات التي أعلت من قيمة الإنسان وكرامته، كما نصَّت عليها جميع الشرائع والأديان السماوية.